في السطور القادمة استعراض لمجموعة من أهم الروايات التي صدرت في السنوات الماضية، وأثارت جدلا دينيا كبيرا بسبب ما احتوته من أفكار مغايرة. بعض هذه الروايات أعمال أدبية قيمة، وبعضها الآخر عادي وربما دون العادي كذلك لكنه اكتسب شهرته بفعل حالة الشغف التي تصنعها دوما تلك الكلمة.. "حرام". موسم الهجرة إلي الشمال الطيب صالح نشرت الرواية لأول مرة كاملة في أحد أعداد مجلة "حوار" اللبنانية عام 1968، بعد صدور الرواية صدر قرار من الأزهر اعتبرها رواية هابطة من الناحية الأخلاقية وطالب بمنع تداولها، وهو نفس ما حدث في السودان- بلد المؤلف - فمنعت الرواية من التداول هناك وبعد ما يزيد على ثلاثين عاما علي صدور الرواية، طالبت جبهة علماء الأزهر عام 2001 بمصادرة الرواية ذاتها. أولاد حارتنا نجيب محفوظ كتبها العالمي نجيب محفوظ بعد طول توقف عن الكتابة الروائية دام لخمس سنوات، بدأ نشر الرواية مسلسلا على حلقات في جريدة الأهرام عام 1959، مما دعا عددًا من علماء الدين والأزهر إلى المطالبة بوقف نشرها. سقوط الإمام نوال السعداوي صدرت الطبعة الأولى من الرواية عام 1987، ومر الأمر هادئا، ثم أعادت دار الساقي اللبنانية نشرها عام 2000، وتم منعها من التوزيع في معرض القاهرة للكتاب بعد ذلك بعدة أعوام. عزازيل يوسف زيدان الطبعة الأولى من الرواية صدرت في يناير 2008 ومرت بهدوء شديد، حتى تسربت أخبارها إلي الكنيسة المصرية، فبدأت البيانات تصدر واحدًا تلو الآخر لتدينها وتهاجمها بشدة مع الحديث عن إمكانية رفع دعاوي قضائية لوقف تداولها، ثم جاء فوزها بجائزة البوكر العربية الثانية مؤخرا ليوسع من دائرة انتشارها. شفرة دافنشي دان براون عندما صدرت الرواية عام 2003 لم تحقق كل هذا الجدل الذي سيلاحقها للأبد، لكن إقدام شركة "كولومبيا" علي تحويلها إلي فيلم سينمائي جعلها الرواية الأكثر مبيعا عام 2006 فتمت ترجمتها لأكثر من خمسين لغة وبيع منها 10 ملايين نسخة تقريبا، وهو أمر انسحب - بدرجة أقل - علي باقي أعمال المؤلف "دان براون" الذي بدأ حياته مدرساَ للغة الإنجليزية في المدارس الأمريكية قبل أن يتفرغ للكتابة عام 1996، ويصدر - قبل شفرة دافنشي- ثلاثة أعمال بوليسية لم تحقق الانتشار الكبير. العار تسليمة نصرين المؤلفة بنجالية مسلمة، كتبت هذه الرواية في سبعة أيام فقط تحت وطأة الضغط النفسي الذي عاشته بعدما قام مسلمون في بنغلاديش بالهجوم علي الهندوس في بلادها، ردًا علي قيام هندوس هنود بحرق مسجد في الهند.. وليمة لأعشاب البحر حيدر حيدر المؤلف السوري حيدر حيدر، جاء إلي الجزائر بالفعل ليعمل مدرسًا للغة العربية ضمن حملة لإعادة الهوية للبلاد بعد زوال الاحتلال الفرنسي، صدرت الطبعة الأولى من الرواية في بيروت عام 1982 ومرت الأمور هادئة، لكن صدور طبعة منها عام 2000 ضمن سلسلة آفاق الكتابة التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر قلب الدنيا عليها.