جيل لوروا عد أشهر من الحملات الإعلامية المكثفة قادتها الصحافة الأدبية في فرنسا و حيث كثرت التكهات في موسم تميز بعودة ساركوزي كنجم أدبي رشح بقوة من قبل اكبر الجزائر الفرنسية التي عادت أيضا لقضايا السرقة الأدبية في فرنسا غير أن جونكور و كالعادة عادت لكاتب أتي من بعيد و كان خر ج السياق انه جيل لوروا عن روايته «أنشودة ألاباما» (دار ميركور دو فرانس) و هو كاتب من الجيل الجديد. بعد الأميركي جوناثان ليتل الذي حصد الجائزة العام الماضي عن روايته «المتسامحات» (باعت منذ تتويجها 750 ألف نسخة)، ها هو لوروا يفوز بالجائزة المرموقة التي تنافست عليها خمس روايات، بدلاً من أربع كما درجت العادة، تدليلاً على غزارة الإنتاج الأدبي في فرنسا هذا العام: أوليفييه آدم (من دون حماية)، وفيليب كلوديل (تقرير بروديك)، وكلارا دوبون مونو (الشغف حسب جولييت) وميشال لابر (الكنبة الحمراء). وكانت رواية لوروا تتنافس على جائزة «رونودو» التي جاءت من نصيب دانيال بيناك عن «أحزان مدرسيّة» (غاليمار). ما ميّز هذه الدورة هو أنّ لجنة التحكيم اختارت أعمال ناشرين خارج دور النشر المكرّسة التي تحصل عادةً على الجائزة. ولوروا الذي يتناول في روايته المصير الفاجع للكاتبة زيلدا فيتزجيرالد زوجة الروائي الأميركي سكوت فيتزجيرالد، اختير بأغلبية أربعة أصوات من اصل ستّة «أنشودة ألاباما»؟ إنها سيرة ذاتية متخيّلة، تقمّص فيها الكاتب شخصيّة زيلدا ليسرد قصتها وعلاقتها العاصفة بزوجها وحربها الطويلة والخاسرة مع المرض. لقد شكّلت حياة هذا الثنائي أسطورةً حقيقية في زمن غابر، مجسدةً حقبةً كاملة بانكساراتها وانتصاراتها على خلفية أميركا العشرينيات. كثيراً ما افتُتن جيل لوروا بالماضي، بذلك الإرث العائلي والحمل الثقيل الذي يحمل جروحاً غائرة لا تندمل. لربّما كانت عودة لوروا الدائمة إلى الماضي محاولةً منه لفهم حياته بطريقة أفضل على حدّ تعبير النقّاد. وفي روايات لوروا الذي كتب دراسته الجامعيّة أواخر السبعينات عن شعر هنري ميشو، هناك سمة أخرى تتردد هي غياب الأب، يقابله حضور طاغ للأم. صحيح أنّه حضور ثقيل لكنّه محبّب. عندما صدرت «ماتت أمي» عام 1990، حيّا النقّاد هذا الروائي وأعيد إصدار العمل مرّات عدّة. لكن هذه الرواية التي صُنّفت بال «مقلقة» والمكتوبة على شكل يوميات، لم تكن سوى مرآة عكست مرحلة عاشها الكاتب وقد واكبت اللحظات الأخيرة في حياة والدته المحتضَرة. أما المثليّة الجنسية فسمة أخرى تزخر بها أعماله. هنا، يوظّف لوروا المثلية بأسلوب مغاير: يرصدها من منظور جمالي، لاجئاً إلى وصف دقيق لملامح أبطاله يداني الشهوانية والحسّية منذ باكورته «حبيبي» (1987) أصدر جيل لوروا (48 عاماً) عشر روايات ومجموعات قصصية مختلفة. عالم هذا الروائي تنازعه أحاسيس متناقضة، يتنقّل بين الحنان والعنف والنقد الشرس للمنظومة الاجتماعية... لكنّ الطفولة عنده هي دوماً وأبداً مرتع للعنف والآلام القصوى والمكابدات الحميمة و الجدير بالذكر أن الجونكور عادت ما تسبقها حملة إعلامية كبيرة في الصحافة الفرنسية و لكن النتائج غالبا ما تأتي مخالفة لتوقعات الصحافة الأدبية .