أكد فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان، أن اعتبار المرشح عبد العزيز بوتفليقة بأن ضحايا الربيع الأسود في أحداث 2001 التي شهدتها منطقة تيزي وزو شهداء، يعد بمثابة خطوة جديدة قام من خلالها المرشح بكسر طابو من الطابوهات. وقال فاروق قسنطيني، في اتصال هاتفي مع "الفجر" أمس، إن "اعتراف الرئيس بأن الضحايا شهداء، وبعدم ضلوعه في هذه الأحداث، هو بمثابة موقف سليم ترحب به اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان". وأضاف أنه "لا يوجد أحد بإمكانه أن يكون ضد هذا الاعتراف". وفي رده على سؤال حول إمكانية متابعة الملف ماديا وإجرائيا في المستقبل، قال قسنطيني "أظن أن الرئيس لا ينطق عن فراغ، وأنا على يقين أنه ستكون متابعة جدية للموضوع مباشرة عقب الانتخابات الرئاسية المقبلة، حتى يتم تعويض عائلات الضحايا مثلما جرى مع مختلف الأحداث". واعتبر المسؤول الأول عن لجنة ترقية حقوق الإنسان بالجزائر أن "موقف المترشح موقف شجاع وثابت ومسؤول، والفكرة التي أشار إليها هي في محلها، وبالتالي المهم هو أن يتم التكفل بالملف في القريب العاجل". ويعتبر اعتراف المرشح عبد العزيز بوتفليقة بكون ضحايا أحداث الربيع الأسود بتيزي وزو شهداء خطوة كبيرة نحو تصالح المنطقة مع السلطة، وتسببت أثناء حدوثها في انسحاب حزب الأرسيدي من الحكومة، ودخول المنطقة في دوامة عنف لم تشهدها من قبل. كما أثارت تصريحات وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني، استياء مواطني المنطقة عندما وصف أول طفل سقط ضحية الربيع الأسود "فرماح ماسينيسا" بالمنحرف، رغم أن نتائجه المدرسية كانت تظهر العكس، فكانت النتيجة أن دخلت المنطقة في صراع انتهى بظهور حركة العروش والمطالبة برحيل الدرك الوطني من المنطقة. لكن المرشح بوتفليقة تمكن هذه المرة من دخول المنطقة بقوة والبحث عن الصلح مع أبنائها، فكان الاعتراف الثاني الذي أدلى به هو الآخر مثيرا للانتباه، عندما قال "والآن وقد حظيت بمثل هذا الاستقبال في تيزي وزو يمكنني أن أموت وأنا مطمئن". كما تمكن المرشح بوتفليقة من سحب البساط من تحت أقدام الأفافاس والأرسيدي، الحزبين اللذين قررا مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث راهنا على فشل التجمع لكنه جمع عددا كبيرا من المواطنين، إلى درجة أنه أحدث المفاجأة.