أكدت قطر وسوريا في افتتاح القمة الحادية والعشرين في الدوحة على ضرورة تحقيق التضامن العربي على أساس أن تكون هناك إدارة للخلاف النابع من تباين وجهات النظر. وشدد أمير قطر على ضرورة تحقيق التضامن العربي على أساس إيجاد آلية لإدارة الخلافات الناجمة عن تباين المواقف، دون أن يفسد ذلك علاقة الود المفترض أن تقوم بين الدول العربية، مؤكدا أهمية التجمع العربي في عصر التكتلات التي تنشأ في مختلف أنحاء العالم. وأكد الرئيس السوري في بداية كلمته على المخاطر الناجمة عما أسماه عجز المؤسسات الدولية والأنظمة التي كان مأمولا منها العمل على إيجاد حلول للأزمة العالمية، محذرا من أن تداعياتها ستترك آثارا سلبية على العالم العربي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. ولفت إلى أن من أهم وأخطر هذه التداعيات هي فقدان الثقة بالنفس والآخر، داعيا العرب إلى المشاركة في إيجاد الحلول، ومنوّها بالتغييرات الدولية المتمثلة بإدارة جديدة ومختلفة في الولاياتالمتحدة وصعود اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى سدة الحكم في إسرائيل وما لهذين المتغيرين من تأثيرات على العالم العربي. بعد ذلك، قام الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بطرح المواضيع الرئيسية التي أقرها مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية لطرحها على القمة والتي تناولت الملف السوداني وقضية المصالحة العربية وعملية السلام في الشرق الأوسط. وبخصوص مذكرة التوقيف الصادرة في حق الرئيس عمر البشير، قال موسى إنه تم رفع توصيات للقادة العرب لاتخاذ موقف حاسم وواضح من هذه القضية عبر المطالبة بوقفها وإلغائها وليس مجرد تأجيلها لمدة عام. كما أشار موسى إلى مقترحات أخرى تختص في إقامة حوار عربي يمهد لحوار عربي دولي لإقامة نظام جامع في مجال التعاون النووي، شرطه الأساسي التخلي عن أي أنشطة ذات صفة عسكرية وعدم السماح لإسرائيل بالانضمام إلى هذا النظام دون قبولها للشرط الأساسي. وفي تطور آخر بالقمة، قاطع الزعيم الليبي معمر القذافي أمير قطر خلال إلقائه كلمته في افتتاح القمة العربية، ليتوجه للعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز مؤكدا انتهاء الإشكال بينهما، ولكن بعد توجيه انتقادات لاذعة له. ودعا القذافي الملك عبد الله إلى تبادل الزيارات بينهما بعد سنوات من الخصومة. وقال القذافي مقاطعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني "أخي عبد الله، ست سنوات وأنت هارب وخائف من المواجهة". وأضاف متوجها إلى العاهل السعودي، حسب وكالة الجماهيرية للأنباء "أريد أن أطمئنك بأن لا تخاف وأقول لك بعد ست سنوات ثبت أنك أنت الذي الكذب وراءك والقبر أمامك وأنت هو الذي صنعتك بريطانيا وحاميتك أمريكا". وتابع "احتراما للأمة أعتبر المشكل الشخصي الذي بيني وبينك قد انتهى وأنا مستعد لزيارتك وأنك أنت تزورني". وخلص القذافي إلى القول "أنا قائد أممي وعميد الحكام العرب وملك ملوك إفريقيا وإمام المسلمين.. مكانتي العالمية لا تسمح لي بأن أنزل لأي مستوى آخر". وغادر القذافي بعد ذلك القاعة ليجمعه بعدها لقاء مع العاهل السعودي وأمير قطر.