بداية كيف استقبلت قرار توقيفك مدى الحياة ؟ ماذا سأقول لكم... أنا لحد الآن مازلت على وقع الصدمة لأنني لم أكن أتوقع أن أجد نفسي على الهامش بقرار من هذا القبيل، خاصة أنني أحمل الشارة الدولية منذ تسع سنوات كاملة ولم تكن لي سوابق أو مشاكل على الصعيدين الوطني والدولي، بل بالعكس كنت أهدف لطموحات جديدة خاصة على المستوى الدولي بتمثيل الجزائر في أكبر المحافل الكروية... قرار توقيفك حسب الفاف جاء نتيجة الشك في نزاهتك مؤخرا...؟ لقد سمعت مثل هذا الأمر وردي هو أنه مجرد كلام لا يستند على أي أسس موضوعية، وإذا كان هناك من بحوزته دليل مادي يثبت تورطي في فضائح الرشوة وترتيب نتائج المباريات فليقدمه أمام الملأ، وأنا مستعد لتحمل كامل المسؤولية ليقيني بأن هذه التهم باطلة وصراحة أنا مظلوم. وكيف كانت تحركاتك لرفع هذا الظلم ؟ تقدمت بطعن إلى رئيس الفاف لكن لا حياة لمن تنادي، مما جعلني أطلب بمراسلة رسمية مقابلة الحاج روراوة لمواصلة الخطوات القانونية التي أتبعها لكوني أعددت ملفا ثقيلا سأقدمه لوزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار، وإذا اقتضى الأمر لن أتردد في مراسلة الرئيس بوتفليقة لأنني لحد الآن لم أفهم سبب إقصائي من سلك التحكيم، خاصة أنني الحكم الدولي الوحيد الذي أدرج ضمن قائمة المشطوبين مدى الحياة، وهذا أمر حطم معنوياتي وجعلني أعيش كابوسا في يقظتي ومنامي... حسب المعطيات التي بحوزتنا فإن مباراة نصر حسين داي ضد أهلي البرج كانت السبب الرئيسي في عقوبتك ؟ سأكون صريحا معكم، قضية هذه المباراة لم تكن سوى مجرد سيناريو افتعله أعضاء القسم الرياضي للتلفزيون، لأن الصحفي الذي غطى المواجهة يعد مناصرا متعصبا للنصرية، وقد كشف عن تحيزه المفضوح لها ولم يهضم هزيمة فريقه بقواعده في زيوي، فاستغل احتجاجات مسيري النصرية على طاقم التحكيم وركب صورا على مقاس عواطفه... هذا اتهام خطير فهل من توضيح أكثر ؟ لقد عمد صحفي التلفزيون إلى قص شريط المباراة بحيلة كبيرة واكتفى بوضع صورة اللاعب عطافان وهو في طريقه لإحراز الهدف الذي رفضته، لكون قبل ذلك صفرت عن خطإ ارتكبه المهاجم جيمي على أحد مدافعي البرج، فهذه هي القطرة التي أفاضت الكأس، وقد طلبت في مراسلتي للحاج روراوة أن يعيد شريط المباراة كاملة وليس اللقطات المركبة لتبرير هزيمة النصرية بزيوي، فإن أخطأت فأنا مستعد لتقبل أي عقوبة مهما كانت. قبل هذه المباراة ببضعة أسابيع تلقيت مساندة منقطعة النظير من روراوة بعد الذي حدث لك في بجاية مع التوأم المصري حسام وإبراهيم حسن ؟ هذا ما زاد حيرتي، وأنا إلى اليوم لم أستوعب الموقف المتناقض لمحمد روراوة الذي أثنى كثيرا على موقفي تجاه حسام وإبراهيم حسن في مباراة نصف النهائي لكأس اتحاد شمال إفريقيا بملعب الوحدة المغاربية وسارع للوقوف إلى جانبي معنويا بعد التصرف البدائي واللارياضي الذي كنت عرضة له لدرجة أن روراوة في تلك القضية كان بمثابة المحامي الشخصي لي، لكن الغريب في الأمر أن تلك الحادثة كانت بمثابة محطة الختام في مشواري التحكيمي، لأنني ومنذ تلك المباراة لم أحظ بشرف إدارة أية مباراة في بطولتنا الوطنية على خلفية القضية المفتعلة في مباراة النصرية ضد البرج حيث وضعت بادئ الأمر في الثلاجة قبل أن أتفاجأ بقرار الشطب النهائي دون سبب مقنع... ورغم هذه العقوبة فالكاف عينتكم لإدارة مباراة في كأس الاتحاد الإفريقي، فهل ستتولى الفاف تعويضكم بحكم آخر ؟ ما أود توضيحه للرأي العام في هذا الشأن هو أن الاتحادية الجزائرية لم تتجرأ على تبليغ العقوبة المسلطة عليّ إلى الكاف والفيفا، ولكوني حكما دوليا فمن حقي الاحتفاظ بشارتي الدولية حتى نهاية السنة، وهذا في أسوإ الحالات، وقد تم تعيني لإدارة مواجهة انبي المصري ضد ديناموس هراري الزمبابوي المقرر في الثاني من أفريل المقبل بمساعدة كل من بن عروس وايتشعلي. وللأسف لم أتلق أي تعيين رسمي من الفاف كونها الهيئة المكلفة بتبليغي بالتعيينات الدولية، ورغم ذلك فأنا أؤكد بأن الاتحادية الجزائرية لا يحق لها تعويضي بحكم آخر مهما كانت الظروف وأنا على أتم الاستعداد لإدارة اللقاء المذكور لرد الاعتبار لنفسي وتأكيد قدراتي بأنني مازلت قادرا على مواصلة المشوار.