حظي المرشح الحر للانتخابات الرئاسية، عبد العزيز بوتفليقة بأكبر استقبال شعبي على الإطلاق في اليوم الرابع عشر من عمر حملته الانتخابية، الذي خصص لزيارة عاصمة ''التيطري'' ولاية المدية• فقد غص أمس شارع جيش التحرير بأنصار المترشح، وتسلق الشباب الأشجار المترامية على حافتي الطريق لإشباع نظرهم بمن أعاد لهم الأمن والاستقرار بعد سنوات حالكة من الإرهاب والدمار• وما سجلناه هو قدوم العديد من الفلاحين الذين برقت عيونهم فرحة لاحتضان من مسح ديونهم، حيث مثلوا السواد الأعظم في صفوف الأنصار، وهذا بحكم خصوصية الولاية التي تعتمد على الزراعة والرعي في تنمية المنطقة• وتوجه بعدها المرشح إلى خيمة بثانوية إبراهيم فخار، أين أعلن من منبره حربا على السوق السوداء، المخدرات والرشوة، تقديرا منه أنها الثالوث الذي يدعم الإرهاب وهياكله• وعرج في سياق متصل على قضية البيروقراطية والإدارة، قائلا: ''قمنا بإصلاح العدالة، وسنواصل طريقنا، ونحن في حاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لتحقيق الأهداف''• والتمس المرشح، في هذا الصدد السند من جميع المواطنين الغيورين على وطنهم ومؤسسات المجتمع المدني من جمعيات وتشكيلات سياسية، للعب دورها لمجابهة الآفات سابقة الذكر، لأنها ترضع الإرهاب وتقوي شوكته، واعترف أن الطريق سيكون محفوفا بالصعاب للوصول إلى بر النجاة واستعادة صفاء المجتمع• وظهر بوتفليقة في صورة الزاهد في السلطة، معتبرا أنها تكليف وليست تشريفا، قائلا ''أنا شاكر لمن رشحوني، من أحزاب ومنظمات، لكن لست بفاعل للمعجزات، أنا محتاج إلى عونكم رجالا ونساء، وإن لم تساعدوني بالصبر والإخلاص والوطنية، فأنا لا أقدر''• كما أوصى الشعب الجزائري بالانتخابات الرئاسية القادمة قائلا ''لا تتركوا أعداء الجزائر يقولون إن الجزائريين لا يهتمون بالانتخابات''، وهذا في إشارة منه إلى الداعين لمقاطعة الاستحقاقات القادمة، وفي طليعتهم كل من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وتدشينه ذلك من خلال الإضراب السياسي وأيضا حزب جبهة القوى الاشتراكية الذي حاول ترجمة المقاطعة إلى ما يعرف في أدبيات الحزب ''بالمقاطعة النشيطة'' المبنية على العصيان المدني السلمي• وصنف بوتفليقة، ما تقوم به الجماعات الإرهابية باسم الدين في خانة البدع الهجينة عن المذهب المالكي، الذي التف حوله الشعب الجزائري منذ فجر التاريخ الإسلامي• ووعد بوتفليقة بتعميق المصالحة الوطنية، إذا ما انتخب للمرة الثالثة كقاض للبلاد، وذلك بما يتوافق والقانون والدستور الجزائري، وخص بالذكر: ''سنعمق التكفل بضحايا الإرهاب، وسنعطي كل ذي حق حقه''• بالإضافة إلى هذا، تعهد بإتمام البرامج التنموية في مجالات الصحة والسكن وتغطية قرى ومداشر ولاية المدية بشبكات الكهرباء والغاز الطبيعي والماء الطبيعي• مبعوثة ''الفجر'' إلى المدية: شريفة· ع