في شارع جيش التحرير بمدينة المدية كان الاحتفاء كبيراً أمس بالمرشح المستقل السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي نشط لقاء جوارياً سبقه استقبال وصفه ضيف التيطري ب "النادر"، حيث تدفق المواطنون من 64 بلدية جاؤوا على متن الحافلات والوسائل الخاصة لمبايعة السيد بوتفليقة على الاستمرارية في استكمال مشواره التنموي، الذي دعا المواطنين إلى المساهمة في حل المشاكل اليومية والآفات الاجتماعية، مشيراً إلى أن هناك ملفات كثيرة تخص ضحايا الإرهاب، متعهداً بدراستها وإعطاء كل ذي حق حقه. ولأن المنطقة ذاقت ويلات الإرهاب الهمجي، الذي كان السبب المباشر في تأخرها، فإن العشرية الأخيرة كانت مرحلة استعادة الأمن وبعث التنمية، خاصة في مجال السكن والتعليم والصحة، وقد اعترف مواطنو ولاية المدية من خلال الشعارات التي رفعوها أن المترشح المستقل هو الأنسب مؤكدين في لافتاتهم بأنهم مع رجل المصالحة رافعين شعارات "الوفاء لأهل الوفاء"، "بالروح بالدم نفديك يا بوتفليقة"، "دمتَ للجزائر".. وغيرها. ورغم التنظيم المحكم الذي فرضته المصالح المعنية فإنها وجدت صعوبة كبيرة في دفع المواطنين الذين كانوا يتزاحمون لمصافحة السيد بوتفليقة، ويلوّحون بأيديهم لتحية الضيف، بينما كان آخرون - خاصة الشباب- يلتقطون صوراً للمترشح بواسطة الهواتف النقالة وآلات التصوير.. وكانت الفرق الموسيقية التي تعكس مختلف الطبوع الوطنية حاضرةً بقوة، والممتطون لصهوات الخيل لم تنقطع بنادقهم عن كسر أهازيج المرحبين بدوي بارودٍ يصم الآذان، لكن السيد بوتفليقة كان يقف تارة أمام الفرق الموسيقية التقليدية يستمع لألحانها، ويصافح المواطنين تارة أخرى على ضفتي الطريق الرئيسي لمدينة المدية، وكان عندما يصل إلى حَمَلة البنادق، يقف ليعطي إشارة الإطلاق، فلا تسمع إلا دوياً هائلاً تتساقط بعده قطع الورق المحترق من مأسورات البنادق. وبعد أن سار المترشح بوتفليقة مسافة تفوق نصف كيلومتر بالشارع الرئيسي للمدينة نشط لقاء جوارياً بخيمة عصرية نصبت بساحة ثانوية فخار عبد الكريم، دعا خلاله إلى ضرورة إشراك المواطنين ومساهمتهم في إيجاد حلول لمختلف الآفات الاجتماعية والمشاكل اليومية التي تواجههم، وجدد السيد بوتفليقة في اليوم الرابع عشر من الحملة الانتخابية ذكر البرنامج الذي تجسد خلال العشرية الأخيرة وعزمه على الاستمرار في تجسيد المشاريع التنموية، لكنه أهاب بالمواطنين مدّه يد العون لتحقيق ذلك. شاكراً المرحبين به وواصفاً المدية بمنطقة الجهاد والتاريخ والحضارة. وفي حديثه عن أهمية الأمن والاستقرار في تحقيق تطور البلاد وعد المترشح المستقل الحضور أنه سيتابع مسار المصالحة الوطنية مهما كلفه ذلك، مضيفاً أنه في حال تزكيته من طرف الشعب الجزائري، سيعيد النظر في كيفية تطوير الميثاق من أجل السلم والمصالحة الوطنية، والانطلاق من جديد في بناء جزائر قوية لا يهمش فيها أحد دون استثناء. وعند تطرقه للمأساة التي عاشتها الجزائر خلال العشرية الحمراء، أكد بوتفليقة أن الإسلام عندنا "ليس مستورداً من بلد آخر" قائلاً: "أرض الجزائر، أرض عقبة بن نافع وقد استقت الإسلام من الصحابة الكرام وهي على عهد هذا الإسلام ولن تتحول عنه"، كما لم يفوت ضيف التيطري الحديث عن الآفات الاجتماعية كالسوق السوداء، الرشوة والمخدرات التي تموّل الإرهاب، داعياً المواطنين إلى التشمير على السواعد والمساهمة باليقظة والشمل والصبر والبناء والوطنية وتضميد الجراح، قائلاً: " حسّنوا صورة الجزائر... لا تتركوا أعداء الجزائر يقولون أنكم لا تهتمون بالانتخابات".