علمت ''الفجر'' من مصادر موثوقة أن المفاوضات التي شرع فيها قبل أشهر بإشراف من سياسيين جزائريين من جهة وعدد من ضباط الجيش الفارين المقيمين في عدد من الدول الأوربية تكللت بقرار جماعي للعودة إلى أرض الوطن في غضون أيام أو ساعات• وسيستفيد هؤلاء من عفو ''خاص''، لم تتحدد طبيعته، لكنه لا يخرج عن تدابير المصالحة الوطنية، حسب ما أفادت به نفس المصادر• وقالت مصادر ''الفجر'' إنه في حالة ما إذا لم يطرأ أي تغيير، فإن نزول عدد من الضباط، تحفظت مصادرنا عن ذكر عددهم بالتحديد، سيكون إما عشية الخميس أو الجمعة القادمين• وسيصادف التحاقهم بأرض الوطن، بعد طول غياب وطول عداء، مع إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المقررة هذا الخميس• ورهنت السلطات الجزائرية قرار العفو - حسب ما نقله المفاوضون من بعض السياسيين، بينهم وجوه في الفيس المحل بالخارج - بأن يقدم هؤلاء الاعتذار للدولة الجزائرية عن مواقف واتهامات خطيرة• ومن جهتها، تمد الدولة يد الصفح وتطوي ملفات الماضي وتفتح صفحة جديدة توقف الجهات الأجنبية التي ركبت موجة غضب الضباط الفارين لأسباب وخلفيات اختلفت من واحد إلى آخر• وستتوقف بهذه الخطوة ''التاريخية''، التي تضاف إلى ميزان مسار لمّ الشمل الذي سنه رئيس الجمهورية، الأبواق الإعلامية الأجنبية، التي كلما تضررت مصالحها، صنعت من هؤلاء الغاضبين في الخارج من ضباط الجيش الفارين آلة لضرب استقرار الجزائر• ولم تنجح هذه المرة ''أبواق'' العداء للجزائر، شعبا ودولة، في تحريك هؤلاء قبيل الانتخابات على غرار السنوات الماضية بغرض التشكيك في سياسة الدولة، حيث لم تسمع أصوات هؤلاء الضباط الذين سئموا المعارضة من أجل المعارضة، وقرروا، بعد إبداء الدولة إرادتها في الصفح، كبح جماح رسائل الإساءة إلى الدولة ومؤسساتها مثلما جرت العادة• ومن بين المعنيين أشهر أسماء الضباط المتقاعدين أو المطرودين من الجيش، الذين قرروا الفرار من الجزائر إلى الخارج، وتشكّل معظمهم في جمعية أطلقت على نفسها جمعية ''رشاد'' التي كانت تطلق من حين إلى آخر تصريحات• وكان معظم هؤلاء ضباط بصفة ملحقين عسكريين بالعديد من السفارات الجزائرية في الخارج، وأخرين مدانين في المحاكم العسكرية في عدة قضايا غادروا الجزائر بعد انقضاء عقوبتهم• وستكون خطوة التحاق هؤلاء الضباط وحتى المنضوين تحت لواء ما سمي ب ''الضباط الأحرار'' هم الآخرين سيشملهم العفو وسيلتحقون بعد تقديم ''الاعتذار للشعب والدولة'' من العيش الكريم بين أبناء وطنهم ويسترجعون حياة انتظروها بفارغ الصبر بين أهاليهم وجيرانهم في الجزائر•