تحولت أمس العاصمة مباشرة بعد توقف مكاتب الاقتراع عن استقبال الهيئة الناخبة في حدود الساعة الثامنة مساء إلى أجواء احتفالية شبيهة بباقي الانتصارات التي عرفتها الجزائر كالاستقلال، أو فوز رفقاء رابح ماجر على الفريق الألماني في مونديال ,1982 وكم زادت وتيرة الابتهاج لدى المئات من المواطنين عندما أعلن وزير الدولة وزير الداخلية، نور الدين يزيد زرهوني، عن النتائج النهائية حول نسبة المشاركة الشعبية في هذا الاستحقاق، التي فاقت كل التوقعات والتكهنات ب54,74 بالمائة من مجموع أكثر من 5,25 مليون ناخب، حيث لم يكن حديثهم سوى عن التحليلات العفوية لهذه المشاركة الكبيرة، لتنطلق مواكب السيارات الوافدة من مختلف الضواحي ومنبهاتها معلنة بذلك ليلة بيضاء بالعاصمة، زادتها جمالا الألعاب النارية وزغاريد النسوة، وسط رفرفات الراية الوطنية وصور لأعلام الجزائر، كالأمير عبد القادر، والراحل الهواري بومدين• ليتحول بعدها الحديث والترقب عن النتائج النهائية التي تعلن عن رئيس الجزائر، رغم أن الأصداء كانت تشير إلى تجديد الثقة في المرشح عبد العزيز بوتفليقة، الذي فضل مناصروه التوجه إلى مداومته الرسمية بحيدرة، والتي شهدت هي الأخرى حركة غير عادية، بين الاحتفال الذي صنعته مختلف الفرق الفلكلورية الحاضرة، وحالة من الترقب عن سير عملية فرز الأصوات، الوافدين من مختلف ولايات الوطن، كما كانت تشير إليه لوحات ترقيم السيارات (وهران، سعيدة، البويرة، سطيف •••الخ) • فيما فضل الكثير من المواطنين توجيه التهاني لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في ساعات متقدمة من صباح أمس عند مدخل فيلته العائلية، حسب ما وقفت عليه ''الفجر'' بعين المكان، في حدود الواحدة ونصف صباحا، حيث كانت وفود المواطنين تصل الواحد تلو الآخر، ما دل مرة أخرى على أن السيد ''عبد القادر المالي'' يتمتع بشعبية كبيرة عكست تجمعاته التي قادته ل 33 ولاية في حملته الانتخابية• الساعات الأولى من نهار أمس الجمعة كانت هي الأخرى غير عادية رغم خصوصية يوم الجمعة، إذ فضل المواطنون الخروج بالآلاف إلى الشوارع عبر مختلف أحياء العاصمة، كبلكور، الجزائر الوسطى، بالإضافة إلى بلدية واد قريش، والمرادية، مباشرة بعد إعلان وزير الداخلية عن الفوز الساحق للمرشح الحر، عبد العزيز بوتفليقة، بأغلبية بنسبة وصلت 4,90 بالمائة، فيما فضل الكثير من المواطنين التوجه إلى مدخل فندق الأوراسي والمركز الدولي للصحافة قبيل نهاية الندوة الصحفية لوزير الداخلية، معبرين عن فرحتهم بهذه النتيجة التي تتيح للرئيس بوتفليقة عهدة ثالثة• وحسب العديد من المتتبعين والأسرة الإعلامية الوطنية، كان نبض الشارع أحسن وسيلة رد بها الجزائريون دون تكلف على المنابر الإعلامية الأجنبية الحاضرة، للتأكيد بأنهم شاركوا عن قناعة في هذا الاستحقاق، ومباركات واحتفاليات عفوية كذبت الادعاء بأن المواطنين أخرجوا مكرهين من مناصب عملهم لاستقبال المرشحين خلال تجمعاتهم في الحملة الانتخابية• كما أعطى هذا الانطباع والاحتفالات الشعبية الكبيرة بمناسبة إعلان فوز الرئيس بوتفليقة درسا لا ينسى لدعاة المقاطعة، حتى في المناطق التي تصفها بعقر دارها، من خلال ارتفاع نسبة المشاركة التي قطعت كل آمالها، ومعها أعداء الجزائر الذين لا ينقلون سوى أحزانها ويديرون ظهورهم لأفراحها•