جرت عملية الاقتراع لتجديد المجالس البلدية والولائية التي امتدت آجالها إلى غاية الثامنة مساء في 15 ولاية في أجواء تنظيمية وأمنية حسنة وذلك بشهادة رؤساء بعض الأحزاب الذين عبّروا عن ارتياحهم للأجواء التي جرت فيها الانتخابات وذلك باستثناء بعض التجاوزات المعزولة التي سجلت كما جرت العادة في بعض المكاتب· وقد تجندت الأحزاب المشاركة في المحليات لمتابعة العملية عن قرب منذ الساعات الأولى لانطلاقها وسعت لرفع نسبة المشاركة من خلال دعوة الناخبين للتوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في المجالس البلدية والولائية ومشاركتهم في إحداث التنمية المحلية في اختيار من يروه الأصلح، وهي الدعوة التي استجاب لها المواطنون بنسبة تجاوزت 44 بالمائة في نهاية الاقتراع حيث ارتفعت النسبة تدريجيا في المساء مقارنة بالصبيحة التي تميزت بسقوط كميات معتبرة من الأمطار التي حالت في بعض المناطق دون خروج المواطنين للاقتراع· وتمكن الناخبون من رفع نسبة المشاركة التي لم تتجاوز أربعة بالمئة على الساعة العاشرة صباحا لتنتقل إلى 20 بالمائة على الساعة الثانية زوالا حسب وزارة الداخلية والجماعات المحلية لترتفع تدريجيا قبل غلق مكاتب الاقتراع على الساعة الثامنة مساء بعد تحسن الطقس وكذا خروج العنصر النسوي للاقتراع في الفترة المسائية خاصة في ولايات البليدة، الشلف، الجلفة، المدية، عين الدفلى وتيبازة حيث خيم جو شتوي ما جعل مواطنيها يتوافدون على مراكز ومكاتب الانتخابات بالتدريج من اجل تجديد المجالس المحلية التي من شأنها أن تؤدي إلى تحسين ظروف معيشتهم والتكفل بانشغالاتهم· صورة الإقبال المحتشم على صناديق الاقتراع قبل منتصف النهار تكررت بكل الولايات منها غرب وجنوب غرب ووسط شرق البلاد حيث تميزت الساعات الأولى من هذا الاقتراع المزدوج بأداء المواطنين واجبهم الانتخابي ابتداء من ساعات بعد منتصف النهار حيث تواصلت العملية حسب المعلومات المستقاة من بعض مكاتب الاقتراع بصورة هادئة وفي ظروف وتنظيم حسن في كل المكاتب التي تم فتحها في الوقت القانوني رغم سوء الأحوال الجوية التي أدت الى تسجيل بعض الصعوبات في عدد من الولايات· وسجل الملاحظون وممثلو الأحزاب حضورهم بمعدل ثلاثة ملاحظين في كل مكتب على الأقل كما سجل تواجد القوائم الحرة بنسبة تتعدى 70 بالمائة من المكاتب مباشرة بعد فتح هذه الأخيرة التي سجل رؤساء الأحزاب حضورهم بها وأدلوا بتصريحات عبروا من خلالها عن أهمية الانتخابات المحلية في استكمال بناء صرح مؤسسات الدولة، وتمكين المواطنين من اختيار ممثليهم في المجالس البلدية والولائية وبناء وطنهم من خلال اختيار الأنسب لتسيير الشؤون المحلية· وقد تخللت العملية الانتخابية بعض التجاوزات والأحداث وصفها وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية بأنها دون أهمية مثلما حصل في دلس، حيث حاولت مجموعة من الشباب التشويش على عملية الاقتراع في أحد المكاتب برمي الصناديق مما أدى إلى وقف الاقتراع لبعض الوقت والعودة إليه بعد موافقة المرشحين بالإجماع· وكالعادة عرفت العاصمة إقبالا محتشما على صناديق الاقتراع في الصبيحة لتتحسن تدريجيا قبل انتهاء العملية وهذا عكس المناطق الداخلية التي سجلت بها أكبر نسب مشاركة لكنها لم تخلوا من بعض التجاوزات التي ارتكبها بعض أعوان الإدارة الذين يتصرفون وفق ميولاتهم السياسية رغم أن هذه الأخيرة وفرت أفضل الأجواء للانتخابات سواء من حيث التأطير أو المراقبة وهذا ما أكده المسئولون الإعلاميون لبعض الأحزاب والذين اعترفوا أن الأمور تسير بشكل عادي عموما· وقد استعملت التشكيلات السياسية حقها كاملا في مراقبة العملية الانتخابية ما جعل الإقتراع يجري بشكل عادي خاصة في ظل تسخير الأمن الوطني لتنظيم الأمور وتدخله لإعادتها إلى نصابها في بعض الأحيان· وعرفت العاصمة، المسيلة، الجلفة، قسنطينة، عنابة، سكيكدة، وهران، سيدي بلعباس، تيبازة، عين تيموشنت، بشار، مستغانم، سطيف، جيجل، والبويرة تمديد آجال الاقتراع إلى غاية الثامنة مساء لتبدأ مباشرة بعد ذلك عملية فرز الأصوات على مستوى كل مراكز الاقتراع بحضور ممثلين عن الأحزاب السياسية والقوائم الحرة المشاركة في الانتخابات حيث عبّرت بعض الأحزاب التي حازت على عدد معتبر من المقاعد عن رضاها بالنتائج المحققة، ولم تنتظر الإعلان عن النتائج النهائية الذي تم أمس للتعبير عن فرحتها حيث أطلقت سهرة أول أمس منبهات السيارات معلنة عن فرحتها بعد ظهور نتائج الفرز الأولية· وإذا كان المرشحون للمجالس البلدية والولائية قد عبروا أمس عن ارتياحهم وفرحتهم لكسب ثقة المواطنين الذين اختاروهم لتمثيلهم في المجالس المحلية، فإن الناخبين يأملون كثيرا في أن يستجيب المنتخبون لمطالبهم ويوفوا بوعودهم التي إلتزموا بها خلال الحملة الانتخابية، فهل تتغير الأمور ويكون الشغل الشاغل للمنتخبين التكفل بمشاكل المواطن قبل كل شيء؟·