لم ينم الجزائريون ليلتهم اول أمس بعد أن خرجوا إلى شوارع مختلف المدن وحتى البلديات في مواكب احتفالات، تزاوجت فيها الألعاب النارية والأغاني الممجدة للفريق الوطني بزغاريد النسوة المنبعثة من شرفات العمارات بألوان الراية الوطنية التي حملها الأنصار في مسيرتهم الاحتفالية. وفي محاولة للتعرف على مشاعر وأحاسيس بعض الأنصار، اقتربت "المساء" من بعض هؤلاء الذين خرجوا إلى الشوارع مباشرة بعد انتهاء المقابلة سواء على متن سياراتهم أو مشيا على الأقدام وحصلت على هذه التصريحات العفوية: قال مناصر المنتخب الوطني فيصل مترفي ان: "الفوز جاء عن جدارة واستحقاق والنتيجة الثقيلة خير دليل على ذلك، فرغم ان زملاء كريم زياني ابدوا خلال الشوط الاول تخوفا جليا من خلال عدم التقدم إلى منطقة الخصم الا ان الشوط الثاني الذي امتاز بتغيير الشيخ سعدان وإعطائه تعليمات وإرشادات فنية محكمة أعطت ثمار بثلاثة أهداف من توقيع مطمور، غزال وجبور". وأضاف انه : " بهذه النتيجة أثبتنا أننا كنا الأفضل في كل شيء سواء من حيث اللياقة البدنية أو التركيز أو الحارس أو اللاعبين وحتى الروح الرياضية". وتمنى محدثنا في الأخير، أن يواصل "الخضر" على نفس وتيرة التألق حتى نكسب تأشيرة العبور إلى موعدي جنوب افريقيا (كأس العالم) وأنغولا (كأس إفريقيا للأمم). وبإطلاق صرخات عالية عبر سمير ساسي من البليدة عن ابتهاجه بالفوز الذي قال عنه: "انه عرس كروي طالما انتظرناه على الجمر، والحمد لله أن التشكيلة الوطنية لم تخيب آمال 35 مليون جزائري الذين عاشوا على الأعصاب بعد ان تمكن زملاء كريم زياني من إعادة سيناريو ملحمة خيخون، حيث تأهلت الجزائر إلى مونديال اسبانيا بعد تخطيها عقبة الفريق الالماني أقوى المنتخبات العالمية آنذاك بنتيجة 1-)". وعن أجواء الفرحة أضاف سمير: "لم يكن ممكنا الاحتفال بهدوء لأن هذا يوم غير عادي حيث تجولنا عبر مختلف المناطق إلى ساعات متأخرة، وحتى النساء لم يكتفين بزغاريدهن من شرفات، بل خرجن دون إشعار أزواجهن وكأن الجزائر تعيش نشوة الاستقلال للمرة الثانية ". ووصف انتصار "الخضر" على "الفراعنة" الذين استصغروا من قدرات أبناء رابح سعدان، بإنجاز تاريخي تسجله الكرة المستديرة الجزائرية بأحرف من ذهب. ونفس الانطباع لمسناه عند العنصر النسوي، الذي تفاعل بشكل تلقائي مع انتصار أول أمس الباهر، وبدا ذلك واضحا من خلال الزغاريد والأهازيج التي عمت كافة ولايات الوطن وعبرت كل من سامية، وسيلة ونرجس عن فرحتهن بالقول أنهن عشن المباراة على الأعصاب، والدليل على ذلك تأخير إقامة صلاة العشاء حتى نهاية المواجهة، التي كانت حاسمة ومصيرية بكل معانيها. ولم تختلف معالم الفرحة والبهجة عند السيدة زليخة التي التقينا بها في المركز التجاري علي ملاح المتواجد بساحة أول ماي، وشددت على القول بأن الجزائريين يكونون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم عندما يتعلق الأمر بالعلم الوطني، لكن أتأسف لعدم تقبل الذهنية الجزائرية بعد وجود المرأة داخل الملاعب. أما فؤاد الذي يملك محلا لبيع الملابس بشارع العربي بن مهدي فقد اعتبر من جهته النتيجة التي حققها "الخضر" أمام الفريق المصري جد ايجابية، وما هي إلا البداية لأن العزيمة الجزائرية هي التي تحسم الموقف في مثل هذه المناسبات. وقال ان" تأخري عن فتح المحل الى حد هذه الساعة إنما جاء بسبب مشاركتي في فرحة الانتصار التي تواصلت إلى حدود الساعة 4 صباحا، حيث تجولت عبر شوارع العاصمة من باب الوادي والمدنية والقبة وباش جراح بألعاب نارية التي حولت الجزائر إلى حرب نجوم".