خرج أمس الجزائريون بقوة لانتخاب رئيسهم لخمس سنوات أخرى في أجواء هادئة، اختلفت أسماء وأعمار الناخبين وتباينت طبيعة المناخ في أنحاء الوطن لكن الفعل الانتخابي كان موقعا من طرف المواطنين. كان الجزائريون أمس على موعد مع رابع انتخابات رئاسية تعددية ، حيث توجهوا بكثافة نحو مراكز الاقتراع التي فتحت في حدود الساعة السابعة صباحا أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم من أجل انتخاب رئيس الجمهورية لخمس سنوات أخرى من بين ستة مترشحين هم المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون ، مترشح حركة الإصلاح الوطني محمد جهيد يونسي، والمترشح الحر محمد السعيد وفوزي رباعين. وكان الإقبال على صناديق الاقتراع كبيرا إلى حد تشكيل طوابير من طرف مختلف شرائح المجتمع في شرق وغرب البلاد كما في شمالها وجنوبها وتواصلت عملية التصويت في الخارج التي بدأت قبل خمسة أيام. وبدأت عملية التصويت محتشمة في الصباح حيث قدرت ب36.9 بالمئة في العاشرة صباحا لتعرف نسبة المشاركة ارتفاعا تدريجيا خاصة في الفترة المسائية التي شهدت موجات بشرية على مكاتب الاقتراع في أجواء هادئة وديمقراطية إذ بلغت 18.62 بالمئة في حدود السادسة مساءا أي ساعة قبل الإغلاق الرسمي للمكاتب مع حدوث مناوشات سجلت بالبويرة أدت إلى غلق مكتبين للتصويت بعد منع المواطنين بقوة من أداء واجبهم واحتجاجات ممثلي بعض المترشحين عن تجاوزات حدثت في بعض المراكز الانتخابية. وعكس توقعات بعزوف انتخابي خاصة في ولايات منطقة القبائل والعاصمة فان النتائج عند حدود الساعة السادسة مساء جاءت مغايرة للتكهنات، حيث سجلت ولاية بجاية نسبة مشاركة قدرت ب45.25 بالمئة، كما عرفت ولاية البويرة في نفس التوقيت نسبة مشاركة قدرت ب13.51 بالمئة رغم تسجيل بعض المناوشات بها، كما أن نسبة المشاركة الشعبية في ولاية تيزي وزو بلغت رقما قياسيا على حد تعبير وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني 69.26 بالمئة، فيما وصلت النسبة في العاصمة في نفس التوقيت92.55 بالمئة وفي ولاية قسنطينة بلغت36.62 بالمئة. ورغم الأجواء الممطرة في عديد من مناطق الوطن إلا أن الناخبين لم تمنعهم الظروف الطبيعية من الخروج وعبر المواطنون في الداخل والخارج عن آمالهم في مستقبل زاهر للجزائر يسوده التسامح والأخوة بين أفراد الشعب وتجسيد أحلام الشباب على أرض الواقع بالقضاء على شبح البطالة وتوفير مناصب الشغل والسكن مع التأكيد على أهمية إعلاء صوت الجزائر في المحافل الدولية. وتم غلق مكاتب الاقتراع الخاصة بالانتخابات الرئاسية على الساعة السابعة مساء على ب 16 ولاية وتمديد الاقتراع بساعة واحدة إلى غاية الساعة الثامنة مساءا في 32 أخرى هي أدرار و الشلف و الأغواط و باتنة و بشار و البليدة و البويرة و تمنراست و تيارت و الجزائر و الجلفة و جيجل و سطيف و سعيدة و سكيكدة و سيدي بلعباس و قالمة و قسنطينة و مستغانم و مسيلة و معسكر و ورقلة و وهران و البيض و إليزي و برج بوعريريج و بومرداس وتيبازة و النعامة و عين تموشنت و غرداية و غليزان.