سجلت مصالح الحماية المدنية لولاية الشلف، خلال السنة الجارية ثماني حالات انتحار، انتهت بوفاة ثلاثة أشخاص فيما تم إنقاذ الخمسة الآخرين، وشكل الرجال الحالات الغالبة في ظاهرة الانتحار•• فيما سجلت حالة واحدة لطفل• وتتعدد وسائل الانتحار كما تتعدد أسباب ذلك•• ففي حين يفضل المترددون والخائفون الأسلوب ''السريع'' غير المؤذي، الذي ينقذه من واقع سبب له التعاسة كشرب مواد كيماوية، أو استعمال آلة حادة• وتتعدد حالات الانتحار بتعدد حالات الحرمان والإقصاء والتهميش الاجتماعي، وحسبما أفادتنا به خلية الإعلام للحماية المدنية فإن الحالات الأكثر شيوعا في هذه الظاهرة خلال السنة الجارية تأتي حالة الرمي من علو ب08 حالات، تليها شرب مواد كيماوية ب03 حالات، فالشنق بحالتين، وأخيرا استعمال الآلات الحادة (كاستعمال شفرات حلاقة••) كما سجلت حالة واحدة للانتحار عن طريق الشنق لشاب لا يتعدى عمره ال33 سنة في بلدية بوقدير، بالإضافة إلى تسلق عمود كهربائي كما حدث مع شخص يبلغ من العمر 52 عاما بمنطقة سنجاس والذي تم إنقاذه في آخر لحظة• كما سجلت بعض الأسباب والدوافع الغريبة لحالات الانتحار هذه•• كالانفصال عن الحبيب أو عدم الحصول على نتائج دراسية مرضية، أو حتى تخلي الأهل عن الشخص كما حدث بمدينة بوقدير غرب عاصمة الولاية•• أين أقدم كهل في العقد السادس من عمره على حرق نفسه وشقته بعدما تخلت عنه زوجته وأولاده نتيجة خلافات عائلية• وشهد جسر حي الحرية الواقع عند المدخل الشمالي لعاصمة الولاية المكان المفضل ل ''هواة لعبة الموت''•• حيث كثيرا ما يتخذونه ممرا لعبور إلى العالم الآخر لعلوه، حيث تم إحصاء العديد من الحالات بهذا الموقع فضلا عن أعمدة الكهرباء التي أصبحت اليوم قبلة لليائسين من الحياة، وآخرهم شاب صعد في عمود كهربائي قبالة مقر ولاية الشلف ومديرية التربية مناديا بحضور والي الولاية ورئيس الدائرة لحل مشاكله الاجتماعية والمهنية• كما تبقى العلاقات العاطفية غير السوية السبب في دفع الكثير من هؤلاء الشباب إلى ذلك، كما حدث مؤخرا بعد نهاية العطلة الجامعية أين أقدمت فتاة بمنطقة الزبوجة (شمال عاصمة الولاية) 22 عاما على تناول كميات كبيرة من المواد الكيماوية نتيجة قيام زميل لها بالدراسة بفسخ خطوبته معها• كما لا تزال قضية طفل يبلغ من العمر 14 عاما، والذي وجد معلقا بحبل بلاستيكي بدائرة الكريمية، محل تحقيق من قبل مصالح الأمن الوطني بعد استبعاد فكرة الانتحار عن هذا الطفل الذي لم يبلغ الحلم بعد• وبرأي المتابعين فإن أكبر أسباب هذا الظاهرة هو تأثير الحياة الاجتماعية والاقتصادية القاسية على العديد من المواطنين•• من ذلك انعدام فرص العمل للكثير من الشباب، وعدم قدرة الكثير من الآباء على التكفل بانشغالات أسرهم ورعايتها، فضلا عن ما صار تقليدا لدينا من اتباع حياه الغرب في وضع حد للحياة مع أدنى علاقة عاطفية رغم ما للنفس البشرية من كرامة أكرمنا بها الله تعالى الذي خلقها• وبمقارنة بسيطة نجد أن سنة 2008 شهدت أكثر حالات انتحار عن السنة الجارية، حيث بلغ عدد الحالات 21 حالة تم إنقاذ منها 19 حالة• أما البقية فلم تتمكن مصالح الحماية المدنية من إنقاذهم•