كل يوم يبتعد حل القضية الفلسطينية خطوات إلى الوراء، وتصبح أحلام العودة وإحلال السلام وبناء دولة فلسطينية في الشبر المتبقي من الأرض المغتصبة، أمرا مستحيلا• ففي الوقت الذي تفاءل العرب والعالم بتغير في العلاقات الأمريكية مع العالم برحيل بوش ومجيء أوباما إلى الحكم، وبالتالي تغيير في الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية وتحريك عملية السلام التي تم تجميدها سنوات حكم بوش، ها هي إسرائيل التي تزيد من تعقيد القضية بتعيين ناتنياهو رئيسا للحكومة، ويعين هو بدوره رجلا آخر أكثر دموية، له رصيد كبير من المجازر والمظالم المقترفة في حق الفلسطينيين• ليبرمان قال فور تكليفه بحقيبة الخارجية إن إسرائيل لن تسمح بقيام دولة فلسطين، وأن حكومة بلاده غير ملزمة باتفاق نابوليس• هكذا قالها صراحة ليبرمان، الذي اقترح مرة إعدام أعضاء الكنيست العرب المتعاطفين مع حركة حماس، وكأنه يرد على العرب الذين بدأوا يتحركون لتبليغ رسالة إلى أوباما يشرحون فيها وجهة نظر العرب في عملية السلام• والغريب أن الذي كلف بحمل الرسالة هو العاهل الأردني مرفوقا بمحمود عباس• وكان أوباما في حاجة إلى المزيد من الشرح والتفصيل في قضية استهلكت أكثر من غيرها من القضايا، من الحبر والكلام والدماء، ومع ذلك لم تتقدم خطوة واحدة ولن تتقدم، بعدما صار العرب لا يجتمعون إلا لإدانة أي حركة مقاومة تقف في وجه إسرائيل، مثلما فعلوا مع حركة حماس أيام العدوان على غزة، ومع حزب الله، عندما قاد حربا بمفرده ضد إسرائيل بالمدفعية، وضد الحكام العرب إعلاميا، لما اصطفوا كلهم خلف إسرائيل وصفقوا كلما سقطت قذيفة إسرائيلية على الجنوب اللبناني في صيف .2006 فالعيب ليس في الإسرائيليين سواء كانت أسماؤهم ناتنياهو أو شامير، فهم يدافعون عن مصلحتهم وقضيتهم، بل العيب في الحكام العرب الذين لا هم دافعوا على القضايا العربية ولا هم تركوا للفلسطينيين أو اللبنانيين حرية التصرف وحرية الدفاع عن بلدانهم بالوسائل المتاحة• وكل ما يقدمونه لهم من خدمة هو ''شوية'' سكات مثلما طلب منهم مرة حسن نصر الله•