تظاهر الآلاف، السبت، أمام ضريح مؤسس تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، احتجاجا على اعتقال مثقفين قريبين من التيار العلماني في البلاد بتهمة الارتباط بمؤامرة مفترضة للإطاحة بالحكومة المنبثقة من التيار الإسلامي• وتحت سماء صافية رفع المتظاهرون العلم التركي وهتفوا ''تركيا علمانية وستبقى كذلك''• وشارك في هذه التظاهرة عدد كبير من أعضاء الهيئة التعليمية في جامعات أنقرة وطلابها والعديد من سكان العاصمة، الذين نددوا بشمول الاعتقالات مثقفين وعلى رأسهم البروفسور محمد هابيرال عميد جامعة باشكنت الخاصة في أنقرة• والبروفسور هابيرال هو أحد سبع شخصيات وجهت إليهم محكمة في أسطنبول، الجمعة، تهمة التورط بشبكة أرغينيكون، التي تؤكد النيابة العامة أن هدفها كان حل حزب العدالة والتنمية الحاكم المنبثق من التيار الإسلامي وتنفيذ انقلاب في البلاد• وأدت شبكة أرغينيكون المفترضة، التي كشف عنها في 2007، إلى إشاعة التوتر بين الحزب الحاكم والمعارضة العلمانية والقومية التي تتهم الحكومة بالسعي إلى تقويض قيم العلمانية في تركيا• وبدأت في أكتوبر محاكمة 86 شخصا في إطار هذه القضية بينهم ضباط متقاعدون وسياسيون وصحافيون وزعماء مافيا• وتم توجيه الاتهام في مارس في القضية عينها إلى 56 شخصا آخر بينهم جنرالان متقاعدان• ورحبت الصحافة بداية الأمر بالتحقيقات الجارية في هذه القضية معتبرة إياها خطوة إيجابية، لكنها ما لبثت أن غيرت موقفها عندما وجه القضاء الاتهام إلى شخصيات تقول الصحف إن ذنبها الوحيد هو معارضة الحكومة• ويعتبر الكثيرون في تركيا أن الملاحقات القضائية الجارية في إطار شبكة أرغينيكون ضد العديد من معارضي حزب العدالة والتنمية، ما هي إلا انتقام ينفذه الحزب ضد من وقفوا خلف المحاولة الفاشلة التي رمت إلى حظره قضائيا في 2008 بتهمة مزاولة أنشطة منافية لعلمانية الدولة•