لإنتاج أعمال اصطلح على تسميتها بأفلام الأزمة• فقد لجأ السينمائي والصحفي التونسي المنصف بن مراد، إلى ''استثمار'' التراجيدية الجزائرية في عمل سينمائي قصير عنونه ب''رقصة القبور'' عُرض قبل أسبوع بقاعات السينما التونسية، العرض الشرفي للشريط السّينمائي القصير - مدّته 30 د - ''رقصة القبور''، الّذي أنجزه مدير صحيفة أخبار الجمهورية محمد المنصف بن مراد، والذي اختار نسج سيناريو شريطه على نسق قصة مأساوية لمعلمة جزائرية، قضت نحبها أمام أعين تلاميذها في القسم حين تم نحرها من قبل جماعة إرهابية اقتحمت المدرسة بعد رفض المعلّمة ارتداء الحجاب والكف عن تدريس مادة الموسيقى• وبرؤية إخراجية تعتمد المراوحة بين الوقائع التاريخية والأسلوب الروائي الموغل في الخيال عبر مشاهد متقطعة، استحضر المنصف مشاهد كانت إلى وقت قريب حكرا على السينما الجزائرية الحديثة، المصنوعة بأيادي جزائرية، مثل أفلام مرزاق علواش ومحمد شويخ وزوجته يمينة شويخ التي تطرّقت قبل المنصف في فيلمها ''رشيدة'' إلى قصة المعلمة المهددة بالاغتيال من طرف الإرهابيين•• وبعيدا عن اعتماد المخرج التونسي على قضية درامية جزائرية، تعرّض فيلم ''رقصة القبور''، حسب الصحافة التونسية، إلى انتقاد كبير فيما يخص الحبكة الفنية وتقنيات الإخراج السينمائي، خصوصا ما تعلّق بتوظيف بعض الميثولوجيات، مثل خروج رجل من بطن ثور، والتي لم تتوافق - حسب النقاد - مع النسق العام للقصة الدرامية• مخرج الفيلم قال للصحافة التونسية، بعد العرض الشرفي، إن إعادة سرده للأحداث التراجيدية في الجزائر يعبِّر عن موقفه الشخصي الرافض للفكر السلفي المتطرف ولجماعات تتخذ من الدين الإسلامي قناعا وذريعة لارتكاب مجازر في حق الأبرياء من النساء والأطفال''• وبخصوص اختياره لشخصية المعلمة الجزائرية أوضحَ أنها ليست سوى أنموذج لمرأة تعيش في بلد عربي إسلامي تحدّت التيارات الظلامية ودفعت بحياتها في سبيل الحرية''• أخرج المنصف بن مراد، ثلاثة أفلام أخرى وهي ''كريم والبحر، الملك وذاكرة آكلي لحوم البشر''• ويذكر أن فيلمه رقصة القبور كلّفه - حسب تصريحاته دائما - مائة ألف دينار تونسي•