في البلدان الأخرى تعرف الأحزاب الفائزة بالانتخابات ما تفعله بالفوز••! وعادة ما تشكل الحكومات بعد إجراء الانتخابات خلال ساعات•• وكل وزير يعرف الوزارة التي سيتولاها حتى قبل بدء الانتخابات! أما عندنا فالأحزاب الفائزة لاتعرف ما تفعله بالفوز الذي حصلت عليه•• لأنها في الحقيقة لم تفز بالانتخابات حقيقة وإنما جلب لها الفوز من طرف الشركة الوطنية لتوزيع الفوز بالانتخابات! والتي توزع الفوز بأصوات الناخبين على طريقة توزيع ''لونالي'' للألبان والأجبان أو توزيع ديوان الترقية العقارية للسكن الاجتماعي! الأحزاب السياسية ليست أحزابا بالمعنى الدقيق للحزب لأنها مخافر سياسية للشركة الوطنية المختصة بإنتاج وتسيير المسؤولين السياسيين! هل يعقل مثلا أن رئيس جمهورية ينتخب بنسبة 90% من الأصوات ويستند إلى ثلاثة أحزاب كبرى متعالفة ومتحالفة يواجه صعوبات في تشكيل حكومة ليست لها أي صورة من صور المعارضة! وهل يعقل أيضا أن رئيس جمهورية بحجم وقوة بوتفليقة وتجربته يبقى طوال هذه المدة يصارع الزمر السياسية وجماعات الضغط من أجل تشكيل حكومة هي في النهاية لاتساوي شيئا في الحياة السياسية للبلد! لايمكن أن نفهم أو نتفهم ما يحدث في الجزائر إلا في سياق التصحر السياسي الذي أصاب البلد بحيث أصبح البحث عن الوزراء أصعب من البحث عن الغاز والبترول تحت طبقات أرض الصحراء! بومدين رحمه الله في آخر أيامه وبعد فوزه بالانتخابات الرئاسية بنسبة 98% وبعد الميثاق والدستور قدم لنا حكومة بالتقسيط المريح كل أسبوع يقدم للرأي العام وزيرا أو اثنين إلى أن اكتملت الحكومة برحيله إلى الدار الأخرى، ودخلت البلاد برحيله في متاهة سياسية أخرى قد تكون آثارها ماتزال قائمة بيننا إلى اليوم•• فهل من عبرة في هذا المجال؟!