جنّدت المديرية العامة للأمن الوطني لحد الآن 10 نساء يتواجدن حاليا في الميدان، من بين 369 مختص في تفكيك القنابل بين ذكور وإناث، 8 منهن تم توزيعُهّن على مختلف مطارات الجزائر، حيث تتواجد 6 منهن في مطار هواري بومدين بالعاصمة، وواحدة في ميناء سكيكدة، وأخرى في ميناء وهران، فضلا على اثنتين على مستوى المصلحة الولائية للأمن الحضري ببومرداس• وقال عميد الشرطة طيب طالحي، رئيس المصلحة الوطنية للنشاطات البيروتقنية بمديرية الوحدات الجمهورية للأمن الوطني، وأول مختص في تفكيك المتفجرات في الجزائر، في تصريح ل''الفجر'' أن المصلحة تتوفر على 369 عون مختص في تفكيك القنابل على شكل 74 فرقة تغطي كل ولايات الوطن بما فيها الموانئ والمطارات• وأضاف أن مدة التكوين تستغرق بين 35 إلى 45 يوما تُقسّم على شكل 90 ساعة نظرية، في حين تُسخّر 120 ساعة الباقية للجانب التطبيقي، يصبح بعدها الشرطي مفكّكا للقنابل، ليدمج في إحدى فرق التفكيك ضمن أمن الولايات أو أمن الدوائر، أو حتى تلك التابعة للموانئ والمطارات مع الحفاظ على مواعيد الساعات الثابتة للتكوين المستمر دون انقطاع تجمعهم بباقي المفكّكين في مقر الحميز بالعاصمة، لتدعيم معرفتهم وقدراتهم التفكيكية للأجسام المتفجرة، خاصة وأن تركيبة القنابل وتكوينها القاعدي يختلف يوما بعد يوم، وكل يوم يأتي بمفاجآت جديدة، ما يلزم المختصين بالاطلاع على كل المستجدات في الساحة باستمرار، وعدم الانقطاع عن البحث والتكوين في المجال، نظرا لحساسية ودقة المهمة التي تعد غاية في الصعوبة والخطورة، ولا مجال للخطأ فيها، فأي خطأ مهما كان تافها فقد يدفع ثمنه آلاف الأبرياء وأوّلهم المفكك والفرقة المرافقة له• ورغم أن الجزائر تعرف حالة ركود نسبية خلال السنوات الأخيرة فيما يخص الأجسام المشبوهة وإنذارات القنابل -يضيف محدثنا - إلا أن الأعوان يبقون دائما في الخدمة، حيث يخرجون في الليل كما في النهار في حالات الطوارئ، متذكرا سنوات العشرية السوداء التي سجلت العديد من السيارات المفخخة والقنابل التي يزرعها الدمويون في الأماكن العمومية، حيث فقدت المصلحة أيامها 14 مختصا في تفكيك القنابل، مجملهم على مستوى المناطق الريفية التي كانت تعرف بسخونتها• وحصدت سنة 1995 خمسة مفكّكي قنابل، و4 في سنة ,1996 إضافة إلى خمسة آخرين في 1997 ، كلها حوادث أرجعها المتحدث إلى الضغط الذي كان يعانيه المختصون من كثرة الأجسام المشبوهة، مما يُحتّم عليهم التواجد في كل مكان وفي أوقات قياسية، ما كان يوقعهم في أخطاء يدفعون حياتهم ثمنا لها• وتشرف على المصلحة مديرية الوحدات الجمهورية للأمن التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، إذ يتم توزيع الفرق حسب حاجة المنطقة، حيث تحظى النقاط الحساسة والتي تُعرف بتصعيد في الأعمال الإرهابية بعدد أكبر من مفكّكي القنابل، في حين تكتفي الولايات الهادئة بفرقة واحدة على الأقل للاحتياط فقط• وعن الولايات التي عادة ما يعزّز فيها عدد الشرطة من هذا النوع، حصرها محدثنا في كل من العاصمة، وبومرداس، والبليدة، وتيزي وزو، والمدية، والبويرة، وسكيكدة، وقسنطينة، وتيبازة• من جهتها حرصت المديرية العامة للأمن الوطني على توفير إمكانيات جديدة وحديثة باقتناء معدات تكون أكثر أمانا على أرواح المفكّكين، حرصا على سلامة موظفيها• أما عن نشاط المصلحة خلال السنوات الأخيرة، فقد أفاد ذات المصدر أنها عرفت ركودا إلى حد ما لأكثر من سنة، رغم أنها كانت سجلت 120 تدخلا خلال أسبوع واحد فقط عقب انفجار11 ديسمبر•