يزخر بسجل رياضي حافل، كلاعب في فريقه الأبدي الملعب المالي أو دولي مع منتخب بلاده ثم محترف في عدة أندية فرنسية• يعرف الكثير عن الكرة الجزائرية، منبهر بشكل كبير بأفضل لاعب يحسن مداعبة الكرة في إفريقيا حسبه، حسان لالماس• صديق كبير لدحلب، لعب مع رشيد دالي في منتخب إفريقيا خلال دورة دولية بالمكسيك، من حبه للجزائر والكرة الوطنية يرفض التهليل والحديث عن تأهل مؤكد للخضر إلى المونديال• إنه رفيق درب ساليف كايتا، الشيخ فانتا دامي ديالو المدرب الأسبق لمنتخب مالي والمناجير الحالي للملعب الذي خص ''الفجر'' بهذا الحوار• قبل كل شيء الشيخ ديالو، هل لكم أن تقدموا نبذة عن مسيرتكم الرياضية ؟ اسمي الكامل شيخ فانتا دامي ديالو، كبرت ككل أطفال إفريقيا على مداعبة الكرة منذ نعومة أظافري في الشارع بطبيعة الحال، وككل صغار الحي الذي أقطنه كنا مناصرين للملعب المالي، فلا مكان لمن يناصر الفريق الخصم جوليبا، ومنطقيا انضممت إلى فريقي الأبدي ومنه مختلف المنتخبات الشبانية، حيث تمت ترقيتي رفقة رفيق دربي ساليف كايتا إلى صنف الأكابر ولم يتعد سننا حينها 17 سنة، وتحضرني ذكرى لن أنساها• وما هي ؟ بما أنني أتواجد في الجزائر (الحوار أجري على هامش لقاء شبيبة بجاية بالملعب المالي)، أول من فكرت فيه هو لاعب جزائري أعتبره وبدون مبالغة أفضل ما أنجبت إفريقيا من حيث مداعبة الكرة والتمركز ولثقافته التكتيكية، إنه حسان لالماس الذي اكتشفته في لقاء بمالي، أستمتع كثيرا لمشاهدته وأعتبره لحد اليوم مثلي الأعلى رغم كوني قلب هجوم، تمنيت أن ألعب إلى جانبه كونه يقدم كرات على طبق• وماذا عن بقية مشوارك؟ بعد تألقي في المنصب المفضل لي، مع فريقي أو المنتخب تحصلت على عقد احترافي بفرنسا رغم صغر سني ودامت التجربة 17 سنة كاملة• الفرنسيون الذين كانوا يريدونني في منتخب بلادهم دفعوني للحصول على الجنسية الفرنسية مع الإبقاء على جنسيتي الأصلية، إلى جانب رغبة زوجتي البقاء بفرنسا• وهذا ما يقودني للإشارة الى بروز المشكل الذي تعاني منه الجزائر حاليا فيما يخص ازدواج الجنسية لدى اللاعبين الشباب الذين ينشطون في البطولات الأوروبية والفرنسية بوجه خاص• إذ لم أستفد من فرصة الاختيار حيث تم شطب اسمي نهائيا من المنتخب الوطني المالي• واعتبر تلك الخرجة أسوء ذكرى لي، بما أنني كنت سأختار منتخب بلادي، بدليل تواجدي حاليا في مسقط رأسي، حيث بمجرد أن وضعت حدا لمشواري الكروي، طلبت من زوجتي العودة إلى مالي• وأمام إصرارها على البقاء في فرنسا، انفصلنا بالتراضي وذات التضحية دليل على وطنيتي• من دون شك قابلت خلال تجربتك الاحترافية لاعبين جزائريين ؟ بالطبع وتربطني لحد الساعة علاقات جيدة ببعضهم خاصة مصطفى دحلب المعروف ب''موموس'' في فرنسا والذي كان له وزن كبير في البطولة حينها، إلى جانب زميلي في فريق لافال بوربو، دون احتساب الذين لعبت ضدهم عندما كنت العب في صفوف ماتز، إلى جانب المواجهات التي خضتها ضد المنتخب الوطني كلاعب أو مدرب• ناهيك عن لعبي رفقة البعض في المنتخب الإفريقي عام 1973 في المكسيك خلال دورة دولية وكنت خلالها اللاعب الوحيد من مالي، فيما مثل الجزائر رباعي كامل يتقدمهم اللاعب المميز رشيد دالي الذي كان يلعب في البطولة المحلية ولم يحترف رغم إمكانياته، إلى جانب الحارس أوشان والمدافع الطاهر والسريع صالحي حميد، دون نسيان مدرب الفريق حينها رشيد مخلوفي الذي ترك بصماته كلاعب إفريقي مميز في سانت ايتيان بالخصوص• تبدو جد سعيد للقائك بدالي ؟ لم إصدق في بادئ الأمر أنني سأتمكن من لقاء دالي الذي ربطتني به صداقة قوية رغم قصر المدة التي جمعتنا مع بعض، إذ علمت بالصدفة أنه من بجاية التي أتواجد بها وهذا ما أفرحني كثيرا• ومعلوم أننا استرجعنا ذكريات مر عليها 36 سنة كاملة، وذكرته شخصيا بهدف التعادل الذي سجله في مرمى المكسيك في لقاء حماسي وكنت صاحب التمريرة، بصراحة دالي لاعب مميز وأظن أن عدم احترافه خسارة للكرة الإفريقية• حتى صديقك ''موموس'' من بجاية إلى جانب منصوري أحد صناع ملحمة خيخيون، ناهيك عن زيدان وزياني وبن زيمة كلهم ينحدرون من أصول بجاوية ؟ الأمر الذي يفاجئني بعدما وقفت على حب البجاويين للكرة ومنتخبهم الوطني حيث اكتشفت كل هذا خلال حديثي المطول مع مسؤولي الفريق البجاوي والأنصار، وهذا ما سيسمح بشكل كبير للكرة البجاوية التي تملك تاريخا حافلا من خلال الأسماء المعروفة محليا ودوليا لبواصلة العمل كي يتم استغلال صورة النجوم المذكورين لتكوين نجوم المستقبل• بالنظر لرصيدكم الكروي كيف ترى مستوى الكرة الإفريقية عامة والجزائرية خاصة ؟ كوني من عشاق الكرة الجزائرية منذ الصغر ومن الذين احتفلوا بالإنجاز الرائع في مونديال إسبانيا الذي صنعته المدرسة الجزائرية ماجر، عصاد، بلومي، مرزقان• ورغم إدراكي أن عامل الخبرة أثر بشكل واضح على الفريق لتقديم مشوار أفضل وتفادي الإقصاء، أقول وبكل صدق أن الجزائر مهدت الطريق لبلوغ الكرة الإفريقية لما هي عليه الآن من تكوين لاعبين مميزين يصنعون أفراح الأندية الإفريقية بدءا من مخلوفي ومرورا بماجر وما يفعله حاليا دروغبا ومواطني كانوتي• إلا أنها بالمقابل مهدت الطريق لعزوف شبه كلي للاعبين الشبان من أصول إفريقية، حيث كانت الجزائر السباقة في تضييع نجوم كانوا سيحملون ألوان الفرق الإفريقية كزيدان للجزائر وبن زيمة وناصري وهذا ما خدم مصلحة الديكة التي تعتمد على خزان إفريقي للفوز بكأس العام التي نظمتها، وهذا ما يدفعني الى التأكيد على العودة الى القاعدة الصلبة التي تخرج منها النجوم العالميون الأفارقة وهي الرياضة المدرسية التي تزخر بمواهب لا تتطلب سوى صقلها لكي تفرز نجوم عالميين آخرين• هذا ما يدفعنا للحديث عن حظوظ الجزائر للتأهل إلى المونديال ؟ ستدفعني إلى تكرار ما قلته وهو أن حبي الكبير للكرة الجزائرية يمنعني من ''تغطية الشمس بالغربال''، إذ لم يبق من الكرة الجزائرية سوى الاسم، فانظر مثلا كيف يجد المنتخب الجزائري الذي كان ضمن المرشحين للفوز بالتاج حتى بعد القرعة، المأمورية ستكون صعبة، لأن النتائج التي تسجل في ظل غياب إستراتيجية طويلة الأمد تعتبر نتاج سياسة البريكولاج والارتجالية• فكرة القدم تتطلب تضحيات وجدية وإمكانيات وليس أماني والبكاء على الأطلال أو الاكتفاء بذكريات أمجاد الماضي• لهذا أنا جد واقعي عندما أقول إن المهمة ستكون صعبة جدا• شخصيا أعتبر الفريق الزامبي الأكثر خطورة على الجزائر من المصري من حيث حظوظ التأهل، فالكرة في إفريقيا السوداء تطورت بشكل كبير وقد تستفيد زامبيا من التناحر والحرب النفسية والإعلامية بين الإخوة في مصر والجزائر خاصة وأنها نجحت في العودة بنقطة من القاهرة، وعلى الجزائر التي أتمنى كمواطن مالي تربطه علاقة خاصة مع الجزائر أن تسترجع مجدها لأنها القاطرة التي تجر الكرة الإفريقية• فكلما كانت الكرة الجزائرية بخير الكرة الإفريقية تبرز بشكل كبير على الصعيد العالمي، فالفوز على مصر بالبليدة يعتبر خطوة هامة للبقاء في المنافسة• كلمة أخيرة ؟ أشكركم على هذا الحوار وأتمنى أن تستعيد الجزائرية مكانتها وأن أهنئكم على تأشيرة المرور إلى مونديال جنوبيا إفريقيا• كما أود طبعا أن يمر فريقي الملعب المالي على حساب شبيبة بجاية إلى الدور ما قبل الأخير لدور المجموعات في كأس الكاف• وأعتبر ذلك ممكنا لأن لقاء العودة يجري داخل الديار وأمام أنصارنا إلى جانب الحرارة التي ستؤثر على البجاويين وكذا استرجاعنا لصانع الألعاب توري الذي سرحناه في لقاء الذهاب للإمضاء على عقد احترافي بدءا من الموسم المقبل مع بوردو، ناهيك عن استنفاد صخرة الدفاع الياسو للعقوبة، أظن أن المهمة ستكون صعبة لكن ممكنة في باماكو•