مبادرة جد طيبة قام بها رئيس بلدية عين كرمس، والمتمثلة في عقد صلح بين عائلتي زياني من مدنية عين كرمس ومحبوب من فرندة، وذلك لمحو آثار الحقد والضغينة بينهما• تمت جلسة الصلح، والتي أقيمت بمزرعة الجنود، حضرها أعيان المدينتين وأئمة المساجد، وأعضاء من المجلس الولائي ومجلس الأمة والأسرة الثورية وممثلون عن الأحزاب والجمعيات والمجتمع المدني والعسكري، و800 مواطن• وقد كان لخطبة الإمام المتقاعد الحاج محمد وقع مؤثر على الجميع، وخاصة على المتخاصمين• وتعود المشكلة إلى ليلة الإنتخابات الرئاسية الماضية والتي افتقدت عائلة زياني ابنها، وبعد بحث وتحري وجدته جثة هامدة ببئر مهجورة، تطرقت ''الفجر'' إلى تفاصيلها في أوانها، وذلك بالمكان المسمى ''المزيرعة'' التابعة لبلدية مادنة• وبعد تحريات رجال الدرك تبين أن الجاني من عائلة محبوب (والذي مازال رهن الحبس والتحقيق)• وقد تم محو آثار هذا الخصام نهائيا بفضل الأعيان والحضور، والتقى عرشا الجاني والضحية، مما ذكر الجميع بمسعى الرئيس فيما يخص الوئام المدني والمصالحة، وهو ما ذكر به الإمام الحاج محمد الحضور وبين دور الصلح ونبذ التطرف والفكر التعصبي، واختيرت (فيرمة الجنود) والتي تعني مزرعة المجاهدين لكونها كانت رمزا للجهاد والتضحية في وقت الإستعمار• وقد تكفل متطوعون من سكان عين كرمس بإطعام كل الحضور الذين قاربوا الألف شخص في جو مهيب استحسنه الجميع، شاكرين رئيس بلدية عين كرمس على هذه المباردة، والتي تذكرنا بمجد الأجداد في العطاء والتسامح ونبذ الذات والأنانية• وافترق الجميع، ليحدث كل من حضر الغائبين بهذه المبادرة الفريدة، والتي ستكون بلا شك بدية لحل الكثير من الخصومات العالقة•