هل هو خطاب الرئيس الذي أدلى به يوم القسم الدستوري، عندما وعد بمحاربة الفساد المستشري في البلاد، هو الذي شجع الألسنة على الكلام، وحرر القلوب من الخوف؟•• وإلا بماذا نفسر الشجاعة التي تكلم بها الحاضرون أول أمس في نادي ''المجاهد''؟•• فقد ندد الحاضرون بالطرق المتبعة في منح الصفقات العمومية وبالتلاعبات والممارسات اللاقانونية التي تقوم بها المؤسسات الوطنية ومخالفتها للقانون في منح هذه الصفقات• وليست هذه المرة الأولى التي تطعن فيها نزاهة منح الصفقات العمومية في بلادنا، سواء منها الدولية أو المحلية، والقضية ليست وليدة الساعة، فقد كانت الرشاوى و''البنعميس'' هي القانون الذي لا يقوى أحد على مخالفته منذ الاستقلال إلى اليوم•• لكن في الآونة الأخيرة زادت المأساة على حجمها المألوف، خاصة مع الطفرة المحققة في السنوات الأخيرة بفضل ارتفاع سعر النفط وانتعاش الاستثمارات في الجزائر، وأصبحت المحسوبية والمحاباة تطبق جهارا نهارا، وأحب من أحب وكره من كره• لكن شجاعة المتحدثين تبقى نسبية ولا تشفي غليل المتلقين، والمواطنين بصفة عامة، مادامت لم تتطرق مثلا إلى الكيفية التي تمنح بها مشاريع الطريق السيار، مع أن الحديث بشأن هذه الصفقات يعرفها العام والخاص، ولم تقو حتى الصحافة على فضحها• ونفس الحديث يدور بشأن صفقات الهاتف النقال وتسيير الموانئ والمياه ومشروع الرياح الكبرى ••• فهل ما يدور حول هذه الصفقات مجرد تخمينات لا تستند إلى أدنى حقيقة أم لا دخان من غير نار ؟