طالب مربو الأبقار - منتجو الحليب الطازج-، وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى، بالتدخل واتخاذ إجراءات مستعجلة لإنقاذهم من الإفلاس على حد تعبير أحدهم، بسبب لجوء عدد كبير من مصنّعي الحليب ومشتقاته إلى حليب الغبرة بعد تراجع أسعاره في السوق الدولية، والاستغناء عن الحليب الطازج المنتج محليا، الأمر الذي يتسبب لهم في خسائر كبيرة في المنتوج• وتبلغ حاجيات السوق الوطنية من الحليب 2, 3 مليار لتر سنويا، في وقت لا يتجاوز الإنتاج المحلي 2 مليار لتر، يوجه 15 بالمائة منه إلى تصنيع الحليب ومشتقات الألبان، ويتم تعويض العجز الباقي باستيراد غبرة الحليب بفاتورة تتزايد وتنخفض سنويا إذ سجلت في 2008 حوالي 750 مليون دولار ومتوقع أن تنخفض ب 400 مليون دولار في حدود 350 مليون دولار، بعد أن تراجع سعر الطن من 5000 دولار للطن في 2008 إلى 2200 دولار للطن• وفي معرض رده عن انشغالات الناشطين بالقطاع، في جلسة حوار مباشر، عقدت في ختام اليوم الدراسي حول الحليب ومنتجات الألبان، نهاية الأسبوع الفارط، على هامش الصالون الفلاحي التاسع، طمأن الوزير بن عيسى المربين بأن مصنعي الحليب ومشتقاته، سيعودون إلى المنتوج الوطني، لأن أسعار غبرة الحليب ستعود إلى سابق عهدها، مبرزا أن الإجراءات الردعية التي يطالب بها المربون، لن تحل المشكل، واعدا إياهم بتبني مطالبهم في تنمية القطاع الدفاع عنه، إذا كانت ستساهم في تنمية قطاعهم وتخليص الجزائر من تبعية شبه كلية في المنتجات الفلاحية، والحليب، ودمجه في إطار رؤية لتنمية مستديمة، موضحا أن ثلث مجهود الدولة موجه إلى دعم الإنتاج، وثلث في المحافظة على الأسعار، وثلث في ربط الفضاءات والمهنيين والمعرفة• وقال ممثل الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، أن هيئته سجلت اهتماما كبيرا من قبل الشباب بقطاع الفلاحة، الذي توجه إليه أزيد من 17 بالمائة من إجمالي طلبات الاستثمار هذه السنة الماضية، عكس السنوات السابقة، وهو أمر مشجع للغاية برأيه، في حين طالب عدد من الأساتذة والمختصين بضرورة إلغاء المساهمة الشخصية في مشاريع الشباب، وإيجاد حلول عملية لمسألة فوائد القروض، التي هي مرفوضة دينيا من عالم الريف•