ذكرت تقارير أوروبية مهتمة بالعلاقات الاقتصادية مع دول المغرب العربي، أن إسبانيا أصبحت مغيبة من أجندة الاقتصاد الجزائري، بعد أن فقدت الشركات الإسبانية عدة صفقات ضخمة مع الجزائر، خاصة في مجال التسليح والطاقة، وجعلت العلاقات فاترة بين الطرفين، مرجعة أسباب ذلك إلى المواقف السلبية للسلطات الإسبانية اتجاه القضية الصحراوية• وأضاف تقرير تحت عنوان''إسبانيا خارج سباق صفقات ضخمة في الجزائر'' أن السلطات الجزائرية أقصت شركة ''تيكنيكاس ريونيداس'' من صفقة ضخمة تتعلق بتأهيل محطات المصافي البترولية بقيمة تفوق مليار دولار لصالح شركة من كوريا الجنوبية ''سامسونغ''، وأخرى تخص اقتناء أربعة فرقاطات متطورة تتفاوض بشأنها الجزائر مع عدة دول دون إسبانيا، مستبعدة شركة''نافنتيا'' التي تتعامل مع عدة دول من العالم في مجال صناعة الفرقاطات، مما يزيد من تأزم الوضع الاقتصادي في إسبانيا جراء الأزمة المالية العالمية بعد أن كانت تراهن في وقت سابق على التعاملات التجارية مع الجزائر في الصفقات الضخمة لانتشال اقتصادها من الركود والانكماش الذي تهددها، وتعديل ميزانها التجاري مع الجزائر، على اعتبار أن فاتورة تعاملها مع الجزائر مرتفعة، خاصة مع استيراد الغاز• ويرى دبلوماسيون أوروبيون أن إقصاء الشركات الاسبانية متعمد من الجزائر، بعد مواقف حكومة مدريد الداعمة لأطروحات الرباط اتجاه ملف القضية الصحراوية، وأن تأخر انعقاد القمة الثنائية على مستوى رئيسي الحكومتين، وكذا الزيارات القليلة بين وزراء الدولتين يوحي إلى فتور كبير للعلاقات بين البلدين• وأوضحت مصادر متابعة لعلاقات البلدين أن اسبانيا أبدت انشغالها على ضياع صفقات مربحة في الاقتصاد الجزائري بعد تضررها بشكل كبير من الأزمة الاقتصادية العالمية، خاصة أن الإحصائيات الأخيرة أظهرت أن الاقتصاد الاسباني تعرض لأسرع انكماش منذ 40 سنة بنسبة 8, 1 بالمائة، ومعدل بطالة يصل 4, 71 بالمائة، حسب التقرير ذاته، في حين أرجع متابعون تغير تعامل الجزائر مع مختلف شركائها إلى الوضعية المالية الجيدة التي أثبتت التسيير العقلاني للمداخيل في فترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من جهة، وتنويع مصادر تجارتها واقتصادها مع سياستها المستقبلية، من جهة أخرى•