دخلت ولاية البليدة حالة طوارئ بلغت أقصاها ساعات قبل موعد نهائي كأس الجمهورية في طبعتها الرابعة والأربعين بين شباب أهلي برج بوعريرج وشباب بلوزداد، تحت إجراءات أمنية مشددة، خاصة وأن غالبية أنصار الفريقين قضوا ليلة بيضاء بالبليدة لضمان مقعد في مكان استراتيجي داخل مدرجات ملعب تشاكر، حسب الأصداء التي رصدتها ''الفجر '' بعين المكان• في الساعة العاشرة بدأ الطريق السريع الرابط بين العاصمة والبليدة يعرف شللا في حركة المرور جراء تنقل وفود المناصرين بقوة إلى مدينة الورود لمؤازرة فريقيهما، حيث لم تمنع حرارة الطقس التي بلغت 37 درجة محبي الفريقين من متابعة العرس الكروي عن قرب• وفي هذا الصدد تحولت البليدة قبل الساعة الحادية عشرة صباحا إلى مزيج بين الأبيض والأحمر والأسود والأصفر، لكن توصيات ودعوات العقلاء ورئيس الفاف ووزير القطاع، الهاشمي جيار، طيلة أسبوع قبل المواجهة بضرورة التحلي بالروح الرياضية لم تلق آذانا صاغية لدى بعض الأنصار، وبدا ذلك جليا عند مدخل الملعب حيث بدأ جموع الأنصار يرشقون قوات الأمن الوطني بالحجارة أمام أعين بعض البعثات الأجنبية التي دأبت على حضور مثل هذه المواعيد• وحرمت هذه التصرفات العديد من الأنصار من اقتناء مستلزماتهم من أكل وسجائر وحتى الماء جراء غلق المحلات خوفا من أن تلحق بها أضرار كما وقع لمقهى قريب من محطة الحافلات• وفي الساعة منتصف النهار بدأت الوفود الرسمية تصل إلى ملعب تشاكر، وكان أول من يدخل المنصة الرسمية وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار باعتبار أن الموعد يدخل ضمن قطاعه، قبل أن تتبعه بعض الوفود كالوزير المنتدب المكلف بالدفاع الوطني ليصل بعدها الوزير الأول أحمد أويحيى ورئيسا مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني• فيما دخل رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة ملعب تشاكر في حدود الساعة الثانية زوالا مرفوقا بكل من رئيس الفاف محمد روراوة وقائد هيئة أركان الجيش اللواء فايد صالح، وسط هتافات وأهازيج الجماهير الذي أبت إلا أن تحيي الرئيس بوتفليقة، ما جعله يتباطأ في أخذ مكانه ليبادلهم التحية والمشاعر، خاصة وأن غالبيتهم يرون الرئيس لأول مرة أمامهم• وما ميز هذا النهائي هو غياب وجوه رياضية قديمة على عكس الطبعات السابقة من السيدة الكأس• في الساعة الثانية والربع كانت مدرجات الملعب مملوءة عن آخرها، ما جعل الإدارة توصد الأبواب في حدود منتصف النهار، ليحرم العديد من أنصار الفريقين من الدخول، لا سيما أولئك الذين وصلوا في ساعة متأخرة، وهو موعد انطلاق نهائي الكأس العسكرية• لتنطلق بعدها المباراة في خضم سوسبانس كبير وسط الأنصار والحاضرين بالمنصة الرسمية، ومع مرور الدقائق الأولى لم يلتزم بعض الأنصار مرة أخرى بتعاليم التنافس الرياضي من خلال التفوه بكلام فاحش دون مراعاة أن المباراة كانت تنقل تلفزيونيا على المباشر وعلى القنوات الثلاث، كما رشق مناصرو البرج مدرجات الشرطة، وهنا تم تسجيل العلامة الكاملة لأعوان الحماية المدنية وأفراد الجيش الشعبي الوطني بالزي المدني، الذين أدوا مباراة عالية المستوى، خاصة بنشر تعاليم الروح الرياضية التي تجاوب غالبية الجمهور معها• غير أن النقطة السلبية التي تحسب على إدارة ملعب البليدة هي غياب بعض المرافق رغم وجودها، فدورات المياه لم تكن ''محترمة'' بالاضافة إلى انعدام المياه، ما أتعب كثيرا الإعلاميين والمناصرين وباقي الضيوف•