عادت ظاهرة بيع السجائر والمشروبات الكحولية لفئة القصر•• لتنتشر من جديد بولاية سيدي بلعباس• فالزائر للأحياء الشعبية، على غرار حي القرابة وسيدي عمر وحي سيدي الجيلالي القديم، يستغرب لأعداد المراهقين الذين يخرقون بتصرفاتهم كل قواعد الأداب والصحة، بالنظر إلى سنهم المبكرة• فالملاحظ هو الإقبال المنقطع النظير لهؤلاء القصر على اقتناء هذه المنتجات التي لم تبق حكرا على فئة البالغين، وفي أي زاوية بعيدة عن الأنظار يستهلكون الجعة والخمر دون أي رادع رغم معاقبة القانون كل الأعمال التي تخالف الآداب العامة• وفي هذا الصدد دقت الجمعيات الناشطة في هذا المجال ناقوس الخطر، حيث يرى المختصون أن هذه الظاهرة في توسع مستمر، ومن شأنها تحفيز القصر على استهلاك المخدرات أو حتى الدعارة ودخول عالم المجون• وعن أسبابها يركز المختصون على الأوضاع المعيشية المتردية بدليل أن معظم حالات جنوح الأحداث تنحدر من عائلات معوزة أو أخرى متفككة اجتماعيا، حيث يكون عالم التمرد الملاذ الوحيد لنسيان ألوان البؤس•• هذا العالم الذي يتجسد في رحلة البحث عن المال من أي ثغرة تسمح بتحقيقه بطريقة سهلة وغير مكلفة، مما يفتح باب السرقات وحتى تجارة الممنوعات• ويضيف ذوو الإختصاص أن عوامل أخرى تحفز فئة المراهقين عى تعاطي كل أنواع السموم كالأنترنت في غير محله، والقنوات الفضائية الهابطة التي تستقطب عدد هائلا من المراهقين في ظل غياب الدور الأساسي للتربية السليمة، وكذا غياب الإتصال وأساليب الحوار داخل الأسرة• وفي هذا السياق تشهد مقاهي الأنترنت بالولاية إقبالا كبيرا للأطفال، خاصة في الفترات المسائية•• الأمر الذي يستلزم من مسيري المقاهي مراقبة مواقع الأطفال المزارة من حين لآخر• ويعاب على الجمعيات غيابها في هذا المجال فاسحة المجال أمام ظواهر دخيلة على مجتمعنا تنخر شبابنا••