تباحث رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، ووزير الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد آل نهيان، العديد عن ملفات التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، تزامنا مع موجة الاستياء التي أبداها مستثمرون إماراتيون جراء ما وصفوه ب"العراقيل والصعوبات" التي يواجهونها في تنفيذ مشاريعهم، وفي مقدمتها مجموعة "اعمار" الناشطة في مجال العقار. وكانت شركة "اعمار" الإماراتية قد عبرت في مناسبات سابقة عن استيائها من طريقة تعامل السلطات الجزائرية المعنية بالاستثمار مع ملفها الذي تناهز قيمته المالية 20 مليار دولار، وذهبت إلى حد توجيه اتهامات إلى بعض الجهات، وقالت إنها تسعى إلى عرقلتها من منطلق رفضها الكلي للاستثمارات العربية بصفة عامة، خاصة وأن العديد من الاستثمارات العربية الموجودة بالجزائر رأت النور بفضل العلاقة المميزة التي تربط الرئيس بأصحاب هذه الشركات الاستثمارية. ويأتي هذا اللقاء، الذي يتزامن مع تنظيم معرض الجزائر الدولي في طبعته ال 42، وتشارك فيه بعض الشركات العربية والإماراتية الناشطة في العديد من القطاعات، بعد سلسلة من المحاولات التي قامت بها مجموعة "اعمار" من أجل الإسراع في تنفيذ مشروعها، حيث حاولت التقرب من وزير الصناعة وترقية الاستثمار، عبد الحميد تمار، إلا أنها فشلت في الوصول إلى مكتبه. وكان الوزير الأول أحمد أويحيى أكد بمناسبة رده على أسئلة نواب المجلس الشعبي الوطني بمناسبة مناقشة مخطط الحكومة، أن الحكومة لا تعرقل المشاريع الاستثمارية العربية، بل تتعامل مع ملفات الاستثمار بدون تمييز. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وزير الخارجية الإماراتي، أن بلاده تعتزم تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين أكثر، خاصة وأن حجم المبادلات التجارية يقدر ب444 مليون دولار، وقال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في تصريح صحفي، عقب لقائه وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، إن "قائدي البلدين لهما إرادة سياسية قوية لتطوير ورعاية هذه العلاقات". وأوضح المسؤول الإماراتي أن زيارته للجزائر تندرج في إطار ترقية هذه العلاقات وتطويرها في شتى الجوانب والمجالات التي تهم البلدين والتشاور حول القضايا العربية والإقليمية والدولية. وتعرف العلاقات الاقتصادية بين الجزائروالإمارات العربية المتحدة تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة بفضل ارتفاع حجم الاستثمارات الإماراتية في الجزائر، والتي يتوقع أن تبلغ 50 مليار دولار نهاية السنة المقبلة، ويذكر أن الجزائروالإمارات وقعتا عام 2007 اتفاقية تحويل ديون الجزائر للإمارات، والمقدرة ب333 مليون دولار أمريكي إلى استثمارات..