كل من شاهد على شاشة التلفزة الجزائرية نصف وزراء الحكومة الجزائرية وهم يجلسون أمام مجلس شيوخ أطفال الجزائر، إلا وضحك حتى سالت دموعه على المسرحية المضحكة التي قدمها مجلس الأمة للشعب الجزائري•• وخاصة الفصل الذي قدمت فيه طفلة في الابتدائي رسالة تأييد ومساندة باسم أطفال المدارس لرئيس الجمهورية! وهي تحمل صفة البرلمانية في مجلس الشيوخ! الملفت للانتباه في الملهاة المقدمة في قصر زيغود يوسف أن الأطفال قيل عنهم إنهم سألوا الحكومة أكثر من 50 سؤالا! وأن الوزراء أجابوا التلاميذ على هذه الأسئلة! تساءلت•• ما الذي يجعل الحكومة تحضر هذا الاجتماع مع الأطفال بهذا العدد الذي قد لا يتحقق حتى مع نواب مجلس الشيوخ؟! هل لأن الحكومة ليس لها ما تفعل فقرر بعض وزرائها التسلي بالحضور إلى برلمان الأطفال؟! وما الذي يجعل برلمان الشيوخ يترك مكانه للأطفال في مساءلة الحكومة؟! الطبيعة البشرية تقول إن الشيخوخة مثل الطفولة ناقصة ذهنيا•• ولهذا لا يعطى للأطفال حق التصويت•• ويحال الشيوخ على التقاعد ويسحب منهم التصرف! لأن الشيخ والطفل سيان عقليا! كم تمنيت لو أضاف شيوخ مجلس الأمة فقرة أخرى في هذه الملهاة فكتبوا على باب قصر زيغود يوسف عبارة ''روضة للأطفال الكبار''! أو قام الأطفال في هذه الجلسة البرلمانية الصبيانية بتوزيع المصاصات و''ليكوش'' على أعضاء مجلس الأمة والوزراء الحاضرين! إنه البؤس بعينه في مؤسسات الدولة•• حيث لا يقوم النواب في مجلس الشيوخ بمساءلة الحكومة عن ضياع ملايير الدولارات في الميناء الجزائري•• والذي يمكن حساب بواخره من نافذة قصر زيغود يوسف•• ويسأل الأطفال الحكومة عن أشياء هي أقرب إلى المضحكة المسرحية منها إلى التربية والتعليم! فالأطفال الذين يخرجون في مسيرات عفوية هم الذين يعقدون جلسات برلمانية بمجلس الشيوخ ويصدرون لوائح سياسية•• ولا تضحكوا!