إن لم نقل كارثية، في ظل الإهمال ولامبالاة الجهات الوصية على هذه الشريحة التي تبقي تعاني الأمرّين في غياب المساعدات المالية والمراكز المختصة• قال المتحدث إن هذا الرقم لا يعكس حقيقة عدد الأطفال المتخلفين ذهنيا لأن هناك الكثير منهم من لا يتقرب من الجمعيات التي أحصت ذلك الرقم عبر 40 ولاية من أصل ,48وبالرغم من ذلك يسجل نقص في الإهتمام بهؤلاء الأطفال الذين يتزايد عددهم أمام انعدام الدعم المالي، حيث أن كل الإعانات التي يحصل عليها موجهة من قبل صندوق الضمان الإجتماعي الذي ينفق مبلغ 300 دج في اليوم لكل طفل والتي تعد قليلة جدا، حيث يرتقب أن ترتفع لتصل إلى 800 دج كمرحلة مؤقتة• أكد من جهته محدثنا أن العدد الحقيقي للأطفال المتخلفين ذهنيا يزيد عن مليون طفل، مما بات الأمر يتطلب تمويل الجمعيات المشرفة على هذه الفئة لفتح مراكز للتكفل بها ومساعدتها على الاندماج في المجتمع بعد بلوغهن سن 18 سنة، حيث نأمل أن يفتح مركز في كل ولاية وبلدية من شأنه أن يسهل عملية تأطير المربين النفسانيين الذين يشرفون على هؤلاء الأطفال، مضيفا أن 85 بالمائة من المساعدات توجه إلى مرتبات العمل، فيما يبقى المشكل الكبير يتمثل في دمج هذه الشريحة في المجتمع لأنه ليس من السهل فتح فرص العمل أمام المتخلفين ذهنيا، رغم المؤهلات التي يتمتعون بها والقدرات على العمل• يبقى هؤلاء مقصيين ومهمشين من قبل كل الجهات المسؤولة الذين ينظرون إليهم على أنهم أشخاص معوقون وعجزة ولا يمكن الإعتماد عليهم• في سياق متصل، طلب نائب رئيس الفيدرالية من وزارة التضامن الإجتماعي إعادة النظر في المنحة المخصصة لهذه الشريحة للإستفادة منها بنسبة 100% وليس بدرجات متفاوتة وهذا عند بلوغه سن 18 سنة، في الوقت الذي تضم فيه جمعية الولائية للأطفال المتخلفين ذهنيا 300 طفل أعمارهم من 6 سنوات إلى 15 سنة، وتتطلب رعاية خاصة ومؤطرين متكونين للتفاعل مع هذه الشريحة المنتجة والتي لها قدرات عالية في العمل بالإعلام الآلي والنجارة والخياطة بالنسبة للفتيات، وكذا الفلاحة التي تعد نشاطا مهما يفضله هؤلاء المتخلفون ذهنيا للإبداع والعمل فيه، ما جعلنا نقوم بفتح ورشة فلاحية بالمركز المختص بالأطفال المتخلفين ذهنيا لبئر الجير الذي يضم الأشخاص من 16 سنة فما فوق، إلا أن المشكل العويص بالنسبة لهم يتمثل أساسا في النقل ما جعلنا نقوم بإتصالات وإرسال مراسلات إلى الوزارة المعنية للتضامن الإجتماعي لمساعدة هذه الشريحة إلا أنه، رغم مرور أكثر من سنة، فلا حياة لمن تنادي• قنصل كندا يمد يد المساعدة للمعوقين والمتخلفين دهنيا والسلطات المحلية غائبة كشف، من جهته مدير مركز الأطفال المعوقين لبلدية بئر الجير بوهران، عن حجم المعاناة التي يتقاسمها المؤطرون والعاملون بهذه المراكز الخاصة بالفئات المعوقة في ظل الإهمال واللامبالاة، حيث يضم المركز 120 معوق أعمارهم من 16 سنة فما فوق، حيث تلقى المركز مساعدة من قبل قنصل كندا المتمثلة في إنجاز مشروع فلاحي في شكل مزرعة نموذجية ويتعلق بخدمة الأرض بواسطة معدات عمل وجرارات وغيرها تلقاها المركز، وهناك إمدادات مستقبلية ستصل قريبا المركز من بعض الدول الأوروبية منها هولندا وألمانيا وبلجيكا، بعدما أصبح الإنحراف والضياع يهدد هذه الشريحة التي لم تؤخذ بعين الإعتبار• من جهته، أوضح أن مشروع المزرعة النموذجية من شأنه أن يساعد على امتصاص البطالة وفتح 30 منصب شغل في اختصاص تربية الدواجن والزراعة وغيرها من المنتوجات الفلاحية، خاصة أن هذه الفئة بحاجة ماسة إلى تكفل حقيقي ونوعي مع العناية بالجانب السيكوبيداغوجي لدمجها في المجتمع، بدل سياسة التهميش التي تحاصرهم والتي زادت من حجم معاناتهم وتذمرهم، والتي أثرت بشكل كبير على حالتهم النفسية، خاصة أن الكثير ينظر لهذه الفئة أنها مختلة عقليا، إلا أن الواقع والتقرب منها يجعلك تدرك أنك مع أشخاص عاديين لهم سلامة صحية أحسن في الكثير من المرات من الأشخاص العاديين، مع رغبتهم الشديدة في العمل للمساهمة في بناء المجتمع•