شرعت فرق حرس السواحل في عملية مراقبة دورية للشريط الساحلي لولاية الطارف، تحسبا لأية محاولة للهجرة غير الشرعية إلى السواحل الإيطالية، بعد الهدوء النسبي للبحر، وهو الوقت الذي يختاره ''الحرافة'' للمضي في هجرتهم عبر زوارق الصيد التي لا تقوى على الصمود أمام الأمواج العاتية وسط البحر، حيث تمكنت من إحباط أزيد من ثلاث عمليات هجرة غير شرعية، خلال موسم الصيف الحالي• وشملت عملية المراقبة بعض الوديان المنفتحة على البحر، كوادي بوناموسة، كونها الأماكن المستغلة من قبل ''الحرافة'' لتحضير القوارب والمحركات، قبل التوجه إلى السواحل البحرية للانطلاق إلى المياه الإقليمية والدولية، كما تضمنت العملية مراقبة وثائق وتصاريح الصيادين الذين تتواجد قواربهم على شواطئ الصيد، كشاطئ البطاح وشواطئ القالة، الأكثر استقطابا ل ''الحرافة''، لطول شريطها وبعدها النسبي عن عاصمة الولاية ومركز حرس السواحل• وحسب ما أشار إليه قائد وحدة حراس السواحل بالقالة، بأن الوحدة تدعمت بأربع مراكب نصف مطاطية سريعة وجديدة، ذات 27 حصانا للمحرك الواحد، تصل سرعتها إلى 80 عقدة، كما تتوفر على خزان للبنزين سعته 700 لتر تستعمل للإنقاذ في عرض البحر في حالة التقلبات الجوية، وبإمكان هذه المراكب بلوغ ولاية عنابة في ظرف 10 دقائق، والوصول إلى منطقة سردينيا الإيطالية بالضفة الشمالية للمتوسط في ظرف لا يتعدى الساعتين• كما تستغل هذه المراكب لمكافحة ظاهرة الهجرة السرية وتهريب المرجان• للتذكير، فإن عملية الهجرة غير الشرعية تتزايد خطورة بالنظر إلى عدد المفقودين والمتابعين قضائيا بسببها، إلا أنه يمكن القول إن نسبة الهجرة بهذه الطريقة تراجعت بشكل ملحوظ، مقارنة ببدايتها بعد اكتشاف الطريق البحري المؤدي إلى السواحل الإيطالية عن طريق جهاز''GPS'' من طرف أحد الصيادين، نتيجة للجهود المبذولة من طرف فرق حراس السواحل، بالتنسيق مع الدرك الوطني، بتكثيف دوريات المراقبة ليلا ونهارا•