أكدت المملكة العربية السعودية عدم إلغاء الحج بسبب انتشار مرض أنفلونزا الخنازير الذي سجلت الإصابة به فيها 53 حالة، محذرة في ذات السياق العلماء من فتاوى التعجل التي تمنع الحج والعمرة أو تحرم السفر إلى الخارج خوفا من المرض، مشيرة إلى أنه في حال الخوض في مثل هذه الأمور يجب الرجوع إلى القواعد الفقهية الأصيلة أو الاتصال بالجهات المعنية بمتابعة المرض لمعرفة الحقائق الكاملة عنه• أكد المستشار في الديوان الملكي بالسعودية، الشيخ عبد المحسن العبيكان، أنه لا يجوز إيقاف أو إلغاء الحج أو السفر إلى خارج المملكة بسبب أنفلونزا الخنازير• وعلق العبيكان على مطالبة البعض بضرورة إيقاف الحج والعمرة مؤقتا بسبب تسجيل حالات إصابات جديدة بأنفلونزا الخنازير في أوساط معتمرين، داعيا إلى عدم الخوض في هذا الأمر أو إطلاق الفتاوى بشأن تحريم السفر إلى الخارج، أو ما شابه ذلك، لأن في ذلك نظرا، ولا يمكن الخوض فيه بغير الرجوع إلى قواعد فقهية مؤصلة• ويأتي هذا القرار والتصريح الرسمي لسلطات المملكة العربية السعودية بعد موجة الفتاوى التي ظهرت هنا وهناك في بعض الدول العربية، منها مصر التي أطلقت منها فتوى وصفت الحجاج الموتى في السعودية ب''المنتحرين''، تضاف إليها الفتوى التي أصدرها مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مؤخرا والذي حرم من خلالها السفر إلى الدول الموبوءة بأنفلونزا الخنازير بحجة أن ذلك يعرض النفس إلى التهلكة• وعاد المستشار في الديوان الملكي، عبد المحسن العبيكان، مجددا في تصريحه حيث قال ''ينبغي على الجميع ترك هذا الأمر لجهات الاختصاص، سواء وزارة الصحة أو غيرها، فهي المسؤولة الوحيدة التي تدرك كيفية التعامل مع مثل هذه الأمراض والسبل المناسبة لذلك، ولا ينبغي الخوض فيه بأي طريقة''• وبينما أكدت الجزائر على لسان وزير الصحة ووزير الشؤون الدينية مواصلة الإعداد لعملية الحج وأن كل الإجراءات الصحية اتخذت لمواجهة أية حالة، مع تدعيم الوفد الطبي الذي سيرافق الحجاج، أكد مفتي مصر الدكتور علي جمعة، أن الإفتاء بجواز تأجيل العمرة بسبب المخاوف من انتشار وباء أنفلونزا الخنازير، يتوقف على الرأي الفني الذي تبديه الجهات المسؤولة مثل المنظمة العالمية للصحة ووزارات الصحة عن درجة خطورة الوباء• وأضاف أنه إذا تبين أن الوضع وصل إلى درجة الوباء المسبب للخطر المحدق والضرر الشامل بصحة الناس وحياتهم، فيكون دفعة واحدة واجبا الأخذ بقاعدة ''درء المفاسد مقدم على جلب المصالح''• وأوضح مفتي مصر الدكتور علي جمعة، أن الشرع يفرض على المسلم وجوب الالتزام بالإرشادات الصحية التي تحددها الجهات المعنية وعدم مخالفتها في الخروج من بلد يوجد فيه الوباء أو الدخول إليه• وطالب المفتي بأن يلتزم بالآداب الإسلامية في النظافة والطهارة المستمرة، باعتبار أن ذلك يسهم في الحد من الوباء• وعن تداعيات انتشار وباء أنفلونزا الخنازير والمخاوف التي أضحى يشكلها وصارت تمثل تهديدا على الصحة العالمية، أوردت مصادر إعلامية أن السلطات التونسية علقت رحلات العمرة بسبب انتشار مرض أنفلونزا الخنازير، وتدرس إمكانية إلغاء الحج هذا العام بعد إعلانها تسجيل حالات إصابة بالفيروس، الذي بدأ يسجل انتشاره في دول المغرب العربي، بعدما وسع رقعة انتشاره في عدد من الدول المشرق العربي ومنها الأردن، لبنان، مصر، ودول مجلس التعاون الخليجي الست• وأضافت المصادر التي أوردت الخبر أن السلطات التونسية قررت تعليق رحلات العمرة إلى أجل غير مسمى، في أعقاب إصابة معتمرين من جنسيات مختلفة بالمرض في مكة والمدينة، ويأتي هذا الإجراء تحسبا لتفادي تفشي المرض في صفوف المعتمرين التونسيين• ولم تستبعد ذات المصادر التي نقلت الخبر أن تعلن الحكومة التونسية في وقت لاحق عن إلغاء موسم الحج هذا العام• وفي الكويت نقلت مصادر إعلامية أمس أن عضو هيئة الإفتاء بوزارة الأوقاف الكويتية، الدكتور محمد الطبطبائي، أفتى الأربعاء المنصرم بعدم ''جواز السفر إلى الدول الموبوءة بمرض أنفلونزا الخنازير''• وقال الطبطبائي، وهو أيضا رئيس المؤتمر الدولي للقضايا الإسلامية، في تصريح لوكالة أنباء الكويتية الرسمية، إن عدم السفر إلى تلك البلاد الموبوءة ''فيه تجنب للأسباب المهلكة والأخذ بأسباب العافية''•