أفتى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، مفتى المملكة العربية السعودية أمس، بحرمة السفر من وإلى الدول التي ظهر فيها فيروس أنفلونزا الخنازير، لأن ذلك مخالف للشرع، ويندرج تحت من يعرض نفسه للتهلكة، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إذا وقع الطاعون في بلد ألا ندخله، وإذا وقع ونحن فيه ألا نخرج منه. وكان آل الشيخ قد قال في محاضرة بعنوان ''حكم السياحة في الإسلام وبيان آدابها وشروطها'' بجامع الإمام تركى بن عبدالله في الرياض مساء أمس الأول: إذا علمنا أن البلد موبوء بمرض أنفلونزا الخنازير يحرم علينا السفر له، لأننا بهذا نلقى بأيدينا إلى التهلكة''، مضيفا أن هذه الأمراض هي نتاج الذنوب والمعاصي وكثرة المنكرات. من ناحيته أعلن الدكتور جودة عبد الغنى بسيونى، أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر، تأييده الكامل لفتوى مفتى السعودية، وأشار جودة إلى أن فتوى آل الشيخ تفتح المجال للحديث عن تأجيل أداء الحج والعمرة، بسبب انتشار أنفلونزا الخنازير، خاصة أن وزارة الصحة السعودية أعلنت أمس عن تسجيل ثلاث حالات إصابة جديدة بفيروس أنفلونزا الخنازير، ليرتفع بذلك عدد الإصابات بالمملكة إلى 22 حالة. وأضاف: ''يجرى حاليا تطبيق الإجراءات الوقائية والعلاجية على المصابين والمخالطين الموصى بهم وفقا لإجراءات الخطة الوطنية للوقائية من مرض أنفلونزا الخنازير وما أوصت به منظمة الصحة العالمية''. وحرّم مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ السفر من الدول الموبوءة بمرض ''أنفلونزا الخنازير'' وإليها بسبب إمكانية تحول السياحة المباحة إلى محرمة بعد انتشار وباء ''أنفلونزا الخنازير'' في بعض الدول. كما أكد الدكتور صالح الشيمى رئيس اللجنة الصحية بمجلس الشورى المصري، أن بعض العادات المصرية ومن بينها ''البصق'' على الأرض قد تؤدى إلى انتشار المرض بصورة سريعة، لافتاً إلى أن مرض أنفلونزا الخنازير ليس شديد الضراوة ولكن شديد الانتشار. وكان قد دعا الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة المواطنين المصريين إلى تأجيل رحلات الحج والعمرة بقدر الإمكان خوفاً من انتشار أنفلونزا الخنازير، مؤكداً أنه سيتم تطبيق الحجر الصحي على جميع الحجاج العائدين إذا ظهر المرض في السعودية، كما دعا إلى الابتعاد عن التجمعات في دور السينما والمطاعم، ونصح بإقامة صلاة ... وقد أيدت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف تأجيل رحلات العمرة والحج لحين انتهاء خطر مرض أنفلونزا الخنازير، ومن جانبه دعا الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، إلى ضرورة الاجتهاد الجماعي بين كل المجامع الفقهية المعترف بها على مستوى العالم الإسلامي، للخروج بفتوى موحدة.