أضاف سيندا، في وقفة تكريمية نظمتها إدارة مهرجان الأدب وكتاب الشباب الذي سيختتم بعد غد الاثنين، في ساحة رياض الفتح، أن هذه الحقيقة التي قد لا ترضي الكثيرين لا تنتقص شيئا من قيمة الرجلين اللذين عرفا بكتابتهما النضالية، التي كانت ولازالت مرجع الكثير من الكتّاب الأفارقة والأوربيين• واعتبر سيندا في سياق آخر، أن حركة الزنوجية التي تميزت بأقطابها الثلاث ''داماس''،''سانغور'' و''سيزار''، أنها حركة أدبية في الأساس ظهرت بفرنسا، ولكن الإهتمام الجماهيري بها وكذا الصيت الذي حظيت به من قبل الأحرار في العالم، كانت إلى حد ما حركة معاصرة للعبودية التي ذهب ضحيتها السود في صحراء إفريقيا وكانت هذه الحركة بالدرجة الأولى حركة بحث عن الهوية• وأكد سيندا، في سياق متمم، أن الكتابة الإفريقية مرت بستة مراحل هي مرحلة التسجيل والتدوين، إذ كان معظم التراث الإفريقي تراث شفهي، وبعدها مرحلة البحث عن كل ما يميز إفريقيا يعني العودة إلى التقاليد وتلتها مرحلة النقد الإجماعي الداخلي لتأتي المرحلة التي تناولت العنصرية و الطبقية الإجتماعية، ليفسح المجال بعد ذالك إلى المستكشفين المسافرين، وهم في الغالب ليسوا من افريقيا لتكون آخر هذه المراحل مرحلة الكتاب الأحرار التي كان على رأسها الثلاثي ''سيزار وسانغور ودالاس'' وتعتبر هذه الحركة من أهم الأسباب التي فكت قيود العبودية على السود في إفريقيا• كما عرج تيري ساندا على السينما الإفريقية باعتباره رئيس مهرجان ''ربيع الشعراء من إفريقيا وخارجها'' بفرنسا، وقال بصددها إن السينما الإفرقية، باستثناء السينما المصرية التي تعتبر السينما عندها صناعة كأي صناعة أخرى، لا نكاد نحصي في إفريقيا من شمالها إلى جنوبها سينما قائمة بل أفلاما إفريقية، والتي لا بد لها من المرور على المخابر والتحميض الأوروبي • يذكر أن أيمي سيزار كاتب إفريقي شارك في الحركة الفكرية والأدبية الإفريقية، وقد أسس هو وجماعة من الشعراء الأفارقة ما عرف بالأدب الأسود، وقد شارك سيزار الشاعر السنغالي ليوبولد سنغور المكانة الشعرية الافريقية العالمية• كما كتب عنهما الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر نقداً أدبيا شاملاً في أوائل الستينيات من القرن الماضي•