تناول نهاية الاسبوع الماضي استاذ الادب و الناقد السينمائي الكونغولي تييري سيندا بالتكريم و التنويه بالاب الروحي للفكر الزنجي ايمي سيزار الشاعر و المناضل المارتينيكي المناهض للاستعمار. وقد ندد المحاضر الذي تدخل بمناسبة المهرجان الدولي للادب و كتاب الشباب ببعض الحقائق المغلوطة حول معركة الشاعر ضد اوضاع الزنوج من خلال اضافة "جوانب جديدة" حول حياة سيزار. و اوضح سيندا ان سيزار هو الذي اخترع التعبير الجديد "زنوجة" و ليس كما يدعيه البعض انهم مجموعة من رفقاء الشاعر في سنوات 1930. و اضاف يقول انه "من هنا تحول مفهوم زنوجة من مفهوم سلبي الى اخر ايجابي في نظر سيزار و رفقاء اخرين في النضال على غرار ليوبولد سيدار سانغور و ليون غونتران داما". وتابع قوله ان "هذا المفهوم سيصبح بالتالي علما يرفعه هؤلاء المناضلين السود المناهضين للاستعمار لما كانوا طلبة في فرنسا و يجعلوه ايجابيا". كما اكد المحاضر ان الكتاب المرجع في معالجة اوضاع الزنوج هو "البيان" الذي يعد عبارة عن مختارات ادبية كتبها 16 كاتبا سنة 1948 بمناسبة مائوية القضاء على الرق منهم ايمي سيزار الذي حاول تحديد مفهوم حياة الزنوج. واعتبر في هذا الخصوص انه لم يكن من قبل مفهوم دقيق لكلمة حياة الزنوج حتى و ان ظهرت هناك عديد الكتابات على يد مؤرخين و علماء اجتماع فرنسيين على غرار شارل اندري جوليان. واوصح "انه لم يمن هناك على حدمعرفتي كتب عن الحركة الزنوج التي كانت حركة خاصة بالسياسة و الهوية و معركة ضد الادمكاج". كما اكد المحاضر ان معالجة حياة الزنوج لا تمس فقط الشعر كما يدعيه بعض النقاد و انما جميع الانواع الادبية. ومن بين المواضيع الخاصة بهذا المجال اشار الى وضعية الجنود السنغاليين الذين شاركوا في تحرير فرنسا و لكن تم تهميشهم اجتماعيا بعد تسريحم من الجيش. ومن اهم المواضيع التي تناولها سيزار -حسب تييري سيندا- هناك عدم المساواة الاجتماعية بين سكان المارتينيك الاصليين و فرنسيي البلد الاصلي مما دفع سيزار الى ترك الحزب الشيوعي الفرنسي ليؤسس حزبه الخاص حيث ناضل فيه من اجل العدالة الاجتماعية.