المتدخلان تطرقا إلى أهم المشاكل التي تصادف دور النشر الفرنسية والغربية على العموم في إفريقيا، ناهيك عن مشاكل التوزيع والقدرة الشرائية لدى الأفارقة على العموم• بين طمع السوق الأمريكية ورفض الأبوة على الكتاب الأفارقة أكد لوي فارديل، ممثل دار نشر لوسوي، أن داره لا تميز بين كاتب جاء من إفريقيا أو من أوروبا، والذي يعد مقياسا لها هو اللغة المستعملة لدى الكاتب باعتبار الدار فرنسية، فالإنتاج يجب أن يكون فرنسيا، إضافة إلى أن الكاتب الإفريقي في رأي الدار لديه كفاءة لا تتوفر عند الكاتب الأوروبي، ما جعل القارئ الأمريكي مثلا متعطشا دائما لكل ما هو كتابة إفريقية باعتبارها اكتشاف كتابة جديدة لم تكن معروفة بما فيه الكفاية لدى الأمريكيين، ما جعل دار لوسوي تولي أهمية بالغة للمتابة الإفرقية ولكن يضيف فارديل الكاتب الإفرقي•• في بعض الأحيان عندما تقوم دارنا بنشر أعمالها نحس بشيء من الانتماء• وفي هذا الصدد صرح ممثل دار لوسوي أن الدار ليست حضانة وليست تعلن الأبوة لأي كاتب كان، وطرح فارديل بعض المشاكل التي تعيق الدار على النشر في افريقيا لعل أهمها القدرة الشرائية لدى الأفارقة، فالسعر يكون مقبولا جدا في أوروبا ولكن يصل الدول الإفرقية باهض الثمن، ما يجعلنا نفكر مليا قبل بعث الكتب إلى إفريقيا، وهذا المشكل وارد في كل إفرقيا سواء في الصحراء أو في الشمال• وجود دور نشر غير حكومية في الجزائر مؤشر جيد ومن جهته، اعتبر روبير أجونو، مدير دار نشر ''كارتالا''، أن حركية النشر في الجزائر كحالة، حركية نشيطة وتجربة رائدة لمثيلاتها في بلدان أخرى من إفريقيا السوداء• وأعتقد، يقول أجونو•• ''وجود حركية أدبية في أي بلد دليل هامش من الحرية ووجود دور نشر غير حكومية دليل هامش أكبر من الحرية التي يتمتع بها الكتاب في أي بلد، لوجود خيارات أمامه والتقليل من التضييق على الحريات لتوفر الفرص أمام الكتاب، خاصة مع وجود الأزمة العالمية التي تعصف بالعالم، وهذه الأزمة ستعطي فرصا أخرى لدور النشر غير الحكومية''• وأكد أجونو في سياق آخر أن هيكلة النشر في الجزائر لم ترس قواعدها بعد بشكل كامل خاصة فيما يخص بعلاقة الدار بالقارئ، أي أن هذه الدور لم تقم بإستراتيجية معينة للوصول بشكل منتظم إلى القارئ، إضافة إلى مشكل كبير يتخبط فيه الأفارقة، وهو قلة المكتبات العمومية واللجوء في معظم الأحيان إلى مكتبات الرصيف ما يسهل على القارئ اقتناءها، خاصة بسبب القدرة الشرائية• كما عرج ''أجونو'' على مشكل المقروئية الذي يعتبر شبحا كبيرا أمام دور النشر لمحدودية الجمهور الذي توجه له الكتابات • أهم ردود دور النشر الجزائرية أكد جل من سألناهم من ممثلين ومدراء لدور نشر جزائرية أن الجزائر خطت خطوات كبيرة في مجال النشر، لكن يبقى مشكل كبير•• هو النظرة التي مازالت فوقية لدور النشر الأوروبية التي تعتبر النشر مازال دورا حكوميا وفق نظم معينة لا تأتي بجديد على الساحة الثقافية في الجزائر ولم تتخلص عن النظرة، إضافة إلى التناقض الصارخ في استراتيجية دور النشر في فرنسا•• فهي تعترف بالتميز الكبير للكتاب الأفارقة، وفي نفس الوقت لا تحب أن تعبر هذه الأسماء منتمية بصفة كلية إلى هذه الدور، ناهيك عن مشكل كبير وهو تكريس أسماء معروفة على حساب الأسماء الأدبية الشابة، إضافة إلى مشكل المحاباة وتفضيل الاسم على المنتوج•