تحدثت الروائية، الشاعرة، وسفيرة البوركينافاسو بالدانمارك، "مونيك إلبودو" في حوار جمعها ب"الأمة العربية"، عن الحملات الإعلامية الغربية المغرضة تجاه البلاد الإفريقية، وكيف تعمل هذه الدول الأجنبية عبر مختلف وسائلها الإعلامية على طمس معالم هوية القارة السمراء، لاسيما كما ذكرت "مونيك" الدعوة للتمييز العنصري والتفرقة، هذه الأخيرة التي اعتبرت مهمة تصحيحها للأفارقة الذين وجب عليهم العمل على تطوير بلدانهم في جل الميادين، خاصة الثقافية منها، وعدم الركون والاستسلام لهذه الرسائل الإعلامية الشرسة. هذا و تطرقت الأديبة في معرض حديثها عن الثقافة عموما والأدب الإفريقي بالأخص إلى مشكل تعدد اللغات في وطنها الأصلي، والذي لازال يطرح بحدة في الآونة الأخيرة، نظرا لكون عدد اللغات المحلية يصل في العديد من المناطق والمدن الإفريقية إلى عشرين لغة أو يزيد، وقالت بشأن كتابتها الأدبية باللغة الفرنسية أنها متأسفة لعدم استطاعتها التأليف بلغتها الأم، كونها تلقت تعليمها في مدارس فرنسية، مضيفة أن هذا الأمر لم يمنعها في الكثير من الأحيان عند كتابتها الصحفية أو الأدبية، عن مدينتها ببوركينافاسو توظيف بعض المصطلحات الخاصة بوطنها الأصلي لغياب ما يقابلها باللغة الفرنسية من معاني، وفي هذا الشأن ترى "إلبودو" أنه من واجب الكتاب الأفارقة المحافظة على لغاتهم الوطنية، وهذا خلال استعمالاتها المتعددة في شتى ميادين الحياة. وفي ذات السياق، أكدت الدكتورة "مونيك" أن كتابتها باللغة الفرنسية هو سعي للانضمام إلى مصاف الأدباء الفرانكفونيين، ولكن ذلك ليس على حساب اهتماماتها والمسائل الإفريقية التي تناضل من أجلها، وأوضحت أن شعورها ككاتبة إفريقية يفوق إحساسها كفرانكفونية، مرجعة ذلك لخوضها في عمق المشاكل الإجتماعية، و الثقافية المطروحة بإفريقيا، محترمة غير جاهلة برأي العديد من الشباب الإفريقي الذي لايهوى الأدب الذي يطرح قضاياه، ويبحث دوما عن مواضيع الإثارة. من جهة أخرى، عرجت ذات المتحدثة إلى ذكر العراقيل التي تواجه المؤلفين الأفارقة، ومن بينها غياب دور النشر المحترفة، المشاكل الإقتصادية، أيضا تدني الإمكانيات المادية لإنشاء مراكز محو الأمية، والتي ينجم عنها عدم وجود جمهور واسع من القراء، إلى جانب عدم الكتابة عن هموم الإفريقي ومشاكله، هذه الأخيرة التي تعتبرها من وراء نقص المقروئية، وعليه تدعو صاحبة كتاب "ألم البشرة" الحائز على الجائزة الوطنية في بوركينافاسو، جل الكتاب الأفارقة للكتابة عن إهتمامات المواطن الإفريقي في بلده، وذلك حتى يروج الكتاب، ويجلب أكبر نسبة قراءة، واقترحت لأجل توفير الكتاب للقارئ الإفريقي، وقصد التصدي للغزو الثقافي الغربي ضرورة رفع التحدي وتبني الدول الإفريقية استراتيجية ثقافية تدعم الكتاب، وهذا من خلال إنشاء دار نشر إفريقية موحدة تتولى مهمتا النشر والتوزيع على نطاق واسع من القارة السمراء، كما تدعو وزيرة الدولة السابقة في شؤون تعزيز حقوق الإنسان ببلدها للعمل من أجل تعزيز ميزانية الثقافة حتى يتسنى إنشاء المكتبات العمومية التي من شأنها توفير الكتاب للمواطن البسيط. للإشارة الأديبة "مونيك إلبودو" حاصلة على دكتوراه قانون في السوربون، بدأت مسيرتها بالكتابة الإعلامية في الصحيفة البوركينابية "المرصد بالقا" وهذا ابتداء من 1992الى غاية 1995 ، وموازاة مع ذلك، أنشأت مرصد الأحوال المعيشية للمرأة في بوركينا فاسو، وعنوانه "من يعيش"، بالإضافة إلى ذلك فهي تقوم بالتدريس في جامعة واغادوغو، وتعتبر من بين الفاعلين في الحياة السياسية في بوركينافاسو، كونها أول عضوة في المجلس الأعلى للإعلام في الفترة الممتدةمن عام 1995 إلى عام 2000، تولت منصب وزيرة دولة في شؤون تعزيز حقوق الإنسان، قامت بتأليف العديد من الكتب والمقالات التي ساعدت على رفع الطابوهات المتعلقة بتقاليد بلدها، وحاليا تشتغل سفيرة البوركينافاسو بالدانمارك.