أبرز مهنيوا قطاع الكتاب والنشر الذين جاءوا من العديد من الدول الإفريقية أول أمس بواغادوغوا أهمية وضع سياسة إفريقية لترقية الكتاب وجعله وسيلة لإدماج شعوب القارة، وخلال مائدة مستديرة تم تنظيمها على هامش الدورة ال9 للمعرض الدولي للكتاب لواغادوغو، قدّم العديد من الفاعلين والمهنيين من الجزائر وبوركينا فاصو والسينغال وبينين تقييمهم لوضع الكتاب في إفريقيا. قدّم العديد من الفاعلين والمهنيين من الجزائر وبوركينا فاصو والسينغال وبينين خلال الدورة ال9 لمعرض الكتاب بواغادوغو تقييمهم لوضع الكتاب في إفريقيا والذي يبقى دون المستوى المطلوب حسب رأيهم، ومن جهتهم قدم ممثلو وزارة الثقافة الجزائرية أهم محاور السياسة الجزائرية في مجال الكتاب والثقافة عموما، وفي هذا الإطار قدّم «حاج ناصر»، مدير الكتاب بالوزارة أهم الأعمال التي تقوم بها الجزائر لترقية الكتاب وتوفيره على مستوى بلديات الوطن ال1541، كما ذكّر بإصدار بعض نصوص القوانين المتعلقة بالمركز الوطني للكتاب والقانون الخاص بالإبداع الأدبي والتي من شأنها إعطاء دفع للإبداع الأدبي في الجزائر، كما تم التطرّق خلال هذا النقاش إلى الفضاء اللغوي وتكلفة الكتاب، حيث أبرز بعض الناشرين الجزائريين أهمية اللقاءات المباشرة لإقامة شراكة تدرّ بالنفع على كل الأطراف، ودعا المتدخلون إلى ترقية التعاون بين الدول الإفريقية في هذا المجال، ومن جهته تطرّق ممثل بوركينا فاصو إلى إمكانية وضع سياسة نشر مشترك بين الدول الإفريقية التي تواجه المشاكل نفسها، وفي هذا السياق أشار نائب رئيس جمعية الكتاب السنغاليين «ماروبا فال» إلى أهمية إشراك الكتاب في عمل الاندماج للبلدان الإفريقية ودعا لبحث أسباب عزوف الأفارقة عن القراءة، وأعرب «فال» عن أسفه لانعدام تنقل الكتب الإفريقية في بلدان القارة، معتبرا أن هذا يمنع الأفارقة من التعرف على بعضهم، كما انتقد «فال» محتويات الكتب المدرسية وبرامجها المستوحاة من الأدب الاستعماري، ومن جهته أشار البوركينابي «نادي أبال» إلى أن إنتاج بلده الضئيل للكتب يعود إلى عدم اهتمام الدولة بهذا القطاع وكذا المنظمات غير الحكومية التي تفضّل المشاريع ذات الطابع الاستعجالي على حساب التنمية المستدامة كترقية الثقافة والمعرفة، كما تأسّف لتجميد مشروع قانون الإبداع الأدبي وترقية الكتاب في البلد منذ عام 2004، هذا وللإشارة، يتواصل معرض واغادوغو مثيرا فرحة الشباب والطلاب الذين اغتنموا هذه الفرصة لشراء كتب غير موجودة في السوق المحلية وفي بعض الأحيان بأسعار معقولة كما يعبّر عنه جناح الجزائر الممثل من طرف الشركة الوطنية للفنون المطبعية، كما تشهد الدورة ال9 للمعرض الدولي للكتاب لواغادوغ بعض الابتكارات مثل إدماج الصحافة المكتوبة التي تمثل جزءا لا يتجزء من الأدب وكذا الشريط المرسوم لإبراز إبداع الأطفال، كما تميز المعرض أول أمس بتنظيم عدة نشاطات من بينها مسابقة للقراءة وتلاوة أبيات من الشعر وكذا مسابقة أخرى للرسم، بمشاركة أعضاء الوفد الجزائري.