أكد مصدر دبلوماسي فرنسي، أن ''قضية مقتل الرهبان الفرنسيين بمنطقة تيبحيرين بالمدية واتهامات الجنرال الفرنسي، فرانسوا بوشوالتر، للجيش الجزائري بالتورط فيها عن طريق الخطإ، لن تخلق أزمة بين الجزائر وباريس مهما تعقدت، كونها تخضع للقضاء الذي يعتبر سلطة مستقلة في فرنسا''• وبينما تساءل عن التوقيت الذي صدرت فيه التصريحات، قائلا ''لماذا جاءت مثل هذه الشهادة متأخرة؟''، كشف المصدر ذاته في اتصال هاتفي مع ''الفجر'' أمس، أن ''بعض عائلات الرهبان أصبحت تلح وتضغط في الآونة الأخيرة، لمعرفة حقيقة اختفائهم، بعد أن كثرت التناقضات في رواية مقتلهم''، ودعت الى كشف نتائج التحقيق الذي يعود تاريخ فتحه من طرف القضاء الفرنسي إلى .2004 كما اعتبر المصدر الدبلوماسي أن ''حيثيات وخبايا حادثة اختطاف الرهبان واغتيالهم لن تظهر إلا من خلال تحقيق جدي يحدد مسؤولية كل طرف''• وكانت صحيفة ''لوفيغارو'' وموقع ''ميديابارت'' الفرنسيين، نقلا أول أمس، شهادة جنرال فرنسي متقاعد، فرانسوا بوشوالتر، أمام القاضي المكلف بالتحقيق في قضية مقتل الرهبان الفرنسيين السبعة، في 1996 في منطقة تيبحيرين، اتهم فيها ''الجيش الجزائري بالتورط في قتلهما عن طريق الخطإ''، حيث أدلى ذات الجنرال، الذي كان عضوا في المخابرات الفرنسية وقائدا في سلاح الأرض وملحقا بالدفاع بسفارة فرنسا في الجزائر، ما بين 1995 و,1998 بشهادة قال فيها إن ''مقتل الرهبان كان نتيجة خطأ ارتكبه الجيش الجزائري''، وكشف لقاضي التحقيق ''تفاصيل قال إنه استقاها من ضابط جزائري رفض الكشف عن هويته''• وكانت الجزائر قد فنّدت مرارا ادّعاءات تورط الجيش في مقتل الرهبان السبعة، وتمسكت بحقيقة ''اغتيال الرهبان من قبل الجماعة الإسلامية المسلحة'' التي تبنت من خلال بيان لها عملية خطف الرهبان في مارس 1996 بسبب رفضهم مغادرة الجزائر رغم التهديد بقتلهم• الجدير بالذكر أن الجماعة المسلحة، فاوضت فرنسا على مصير الرهبان، وقالت بعد أن انهارت المفاوضات، إنها ستجز برؤوسهم•