بدأ الاهتمام الأمريكي بإقامة رحلات جوية مباشرة بين الجزائر والولايات المتحدة، على خلفية الضغوط التي مارستها عدد من الشركات البترولية الأمريكية التي رفعت من قيمة استثماراتها خلال التسعينيات وبداية سنة 2000• وعلى هذا الأساس، قام وفد رسمي أمريكي بمعية عمدة هيوستن وممثلين عن مصالح الأمن للملاحة الجوية وإدارة الطيران الأمريكية بزيارات إلى الجزائر بدأت عام 2000 لمعاينة الإجراءات الأمنية في مطار الجزائر الدولي و مباشرة اتصالات لضمان رحلات جوية مباشرة، إلا أن هذه المفاوضات لم تثمر وتوقفت لمدة سنتين على الأقل، رغم أنها كانت محل اهتمام خاصة من الجانب الأمريكي إلى حد اقتراح فتح خطوط جوية تضمنها شركات طيران أمريكية أيضا ضمن اتفاق تجاري شامل بين إدارة الطيران الأمريكية ومؤسسة تسيير المطارات ووزارة النقل في الجزائر، إضافة إلى شركة الخطوط الجوية الجزائرية، لتعود بصورة أوضح وأشمل مع سنة 2003، في إطار ما يعرف باتفاقية السماء المفتوح ''أوبن سكاي'' التي تتيح للجانبين إقامة رحلات جوية مباشرة واتفاق يشمل العديد من الجوانب من بينها مجالات نقل البريد والشحن وغيرها• وبعد أن تجاوز الاتفاق عدد من العقبات المتصلة بالجوانب الأمنية ما بين 2004 و2006 بالخصوص مع تردد عدد من الفرق ومسؤولي أمن المطارات والملاحة الجوية الأمريكية ومطابقة طائرات الخطوط الجوية الجزائرية للمقاييس الأمنية، ثم الموافقة المبدئية لإمكانية منح الخطوط الجوية الجزائرية الترخيص الخاص بالهبوط في المطارات الأمريكية، ظل الإشكال القائم لإبرام الاتفاق الشامل حول الملاحة الجوية يتعلق باعتراض شركات البريد الأمريكي حول تحرير نتقل البريد خاصة فيما يتعلق بذلك الخاص بأقل من 80,0 غرام، وبالتالي إلزامية أحداث تعديل في قانون البريد الجزائري، لأن أي اتفاق للمساء المفتوح يستلزم تحرير كافة أوجه المبادلات و مجالات النقل للسلع والبضائع إلى جانب نقل المسافرين• وقد أشار مصدر مطلع إلى إمكانية تجاوز هذا الإشكال قريبا، من خلال إيجاد صيغ لتراخيص خاصة أو تعديل يسمح للشركات الأمريكية النشطة يو بي أس وفيديكس ودي أش أل بمعالجة مثل هدا البريد رغم أن حجمه يبقى متواضعا بين الجزائر وشمالي أمريكا• ومن المرتقب أن يتوصل الجانبان الجزائري والأمريكي إلى صيغة اتفاق تسمح للخطوط الجوية الجزائرية بضمان رحلات جوية إلى عدد من المدن الأمريكية، عوض الاكتفاء بمدينة واحدة، وهي العاصمة الاقتصادية والمالية نيويورك، حيث من المرتقب أن تدرس إقامة رحلات إلى مدن أمريكية هامة سواء من حيث التواجد السكاني للجاليات العربية و المغاربية بما فيها الجزائرية بعد دراسات جدوى و دراسات أثر، مع التركيز على المدن الإستراتيجية والهامة التي تعني أيضا نشاط الشركات الأمريكية الأنشطة في الجزائر بصورة متنامية، فضلا عن إمكانية تطوير الشحن للسلع والبضائع في إطار اتفاق تجاري موسع يضمن تطوير المبادلات التجارية أيضا• ومن المدن المرشحة على المدى المتوسط والبعيد إقامة رحلات مباشرة بها إلى جانب نيويورك العاصمة الأمريكيةواشنطن، ومدينة هيوستن مقر الشركات البترولية الكبرى، وبالتالي ستكون الخطوط الجوية الجزائرية بإقامتها لهذه الرحلات قد تخطت مرحلة كبيرة في مجال توسيع شبكتها العالمية، إذ تبقى عدد قليل من شركات الطيران الإفريقية، من بينها شركة الطيران المصرية والملكية المغربية للطيران التي تضمن رحلات إلى القارة الأمريكية•