كشفت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر أن وفدا تجاريا رفيع المستوى يضمّ 24 ممثلا عن كبريات المؤسسات الأمريكية سيحلّ ببلادنا الأربعاء المقبل في زيارة عمل تدوم أربعة أيام لإجراء مفاوضات مع السلطات الجزائرية حول إبرام اتفاقيات تعاون في عدة قطاعات، ووصفت السفارة هذه الزيارة ب »غير المسبوقة« من حيث الأهمية خاصة وأن هذا الوفد التجاري يقوده المبعوث الشخصي للرئيس باراك أوباما. أوردت السفارة الأمريكيةبالجزائر، في بيان لها تسلمت »صوت الأحرار« نسخة منه، أن زيارة الوفد التجاري الأمريكي هي الأولى من نوعها من هذا الحجم في تاريخ التعاون التجاري بين البلدين، وأكدت أن حرص إدارة باراك أوباما على أن يكون مبعوثه الشخصي على رأس الوفد مؤشرا على مكانة الجزائر باعتبارها ثاني شريك للولايات المتحدة في العالم العربي. وقالت السفارة في بيانها إن هذه الزيارة التي تضمّ ممثلين عن 24 مؤسسة أمريكية وتستمر من 17 إلى 20 من شهر فيفري الحالي، ستكون مناسبة حقيقية لبحث كل المسائل ذات الاهتمام المشترك بين البلدين من خلال المباحثات التي سيجريها أعضاء هذه »المهمة التجارية« مع كبار المسؤولين في الحكومة الجزائرية، كما أوضحت أن زيارة هذا الوفد الرفيع تدخل في إطار مساعي البلدين إلى تعزيز الشراكة وكذا استغلال فرص الاستثمار التي يتيحها الاقتصاد المحلي. كما توقعت من هذا المنظور الوصول إلى أرضية اتفاق بشأن العديد من المشاريع التي توفرها السوق الجزائرية في أكثر من قطاع، خاصة وأن الوفد سيتحادث كذلك مع مسؤولين عن مؤسسات جزائرية متخصّصة، كما تضمّن بيان السفارة الأمريكية إشارات ضمنية إلى وجود رغبة لدى هذا الوفد التجاري من أجل الحصول على ضمانات بخصوص مشاريع الاستثمار التي تتوفّر عليها الجزائر. وذكرت السفارة في بيانها كذلك بأن ممثلي كبريات المؤسسات الأمريكية سيتباحثون طيلة فترة إقامتهم بالجزائر بالأساس حول آفاق الاستثمار في العديد من القطاعات مثلما هو الحال بالنسبة لقطاع النقل الجوي، الاتصالات والتكنولوجيات الحديثة، وكذا إنتاج الكهرباء بالإضافة إلى قطاعات أخرى مثل الدفاع والأمن والصحة والموارد المائية التي تعتبر من بين القطاعات الأكثر جاذبية بالنسبة للمستثمرين الأمريكيين، إلى جانب البناء والعمران وكذا البيئة، زيادة عن ممثلين لمؤسسات متخصّصة في تقديم الخدمات الاستشارية. ومن ضمن المؤسسات التي سيكون ممثلوها حاضرين بالجزائر بداية من الأربعاء المقبل تحدّثت السفارة عن شركة الملاحة الجوية »بوينغ« المتخصّصة في صناعات الطائرات والتي ينتظر أن تزوّد قريبا شركة الخطوط الجوية الجزائرية بعد طائرات، إضافة إلى شركة »آرتل« في التموين والتزويد لشبكات الاتصالات، وشركة »إليكترولوكس« لصناعة الأجهزة الكهرومنزلية، وشركة »هارلي دافيدسون« العالمية لصناعة الدراجات النارية، زيادة على شركات أخرى من قبيل »هيل أنترناشيونال« لخدمات تسيير مشاريع البناء، و»بروتك إي أن سي« المتخصصة في قطاع الطاقة، و»سابر آيرلايز« للخدمات الجوية و»أس أس سي ميديكال« ممثلة للمؤسسات الطبية الأمريكية. وقد سبق للمستشار التجاري بالسفارة الأمريكية »دوغلاس والاس« أن أعلن قبل عدة أشهر عن التحضير لهذه الزيارة التي كانت مبرمجة في بداية الأمر في شهر نوفمبر من العام الماضي لكنه تمّ تأجيلها، كما كشف في لقاء جمع بين مؤسسات جزائرية وأخرى أمريكية أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين قد وصل العام 2008 فقط إلى 20 مليار دولار، مضيفا أن 18 مليار دولار لوحدها تمثل قيمة الصادرات الجزائرية من البترول والغاز نحو بلاده، كما كان حجم الصادرات الأمريكية نحو الجزائر خلال هذه الفترة 1 مليار دولار من المواد الغذائية وكذا بعض التجهيزات.