وكأن زمن العلاّمة ابن خلدون مر من هنا فقط منذ زمن قصير جدا، حضارات لا تضاهى بثمن مرت بالولاية أشهرها الحضارة الرستمية، نظرا لقيمتها الكبيرة منها التاريخية والحضارية لكونها كانت أول عاصمة لدولة إسلامية في المغرب الإسلامي• هذا الموقع مصنف بتاريخ 20 - 06 - 1978 بالجريدة الرسمية رقم 52 كما أن الموقع اليوم يحظى بعناية خاصة من حيث الترتيبات المتضمنة الوقاية المدمجة لمخطط التهيئة والتعمير واحتواء الأرض لبلدية تاقدمت مع ملاحظة خصوصية كون المنطقة غير مؤهلة للتعمير• الجانب الأول من آثار الولاية هو الوجه الثقافي المحلي والمعروف بالعاثري، أما الوجه الثاني فيتمثل في الزحف الروماني على شمال إفريقيا، يعطي لتيارت المثال النمطي لما كانت عليه الاستراتيجية الرومانية بموريطانيا القيصرية في القرن الثالث بعد الميلاد• وعرف هذا الموقع استمرارية تاريخية إلى غاية نصف القرن الرابع (الفترة المسيحية)، حيث يخبرنا نص -وهو من أقدم النصوص والمؤرخ في 397 م بمشرع الصفا- عن وجود قديسين شاركا في مؤتمر قرطاج وهما قديس كولمناطة لسيدي الحسني وقديس تنقرتيا بتيارت• أما عن الطبيعة القانونية للأثر فهو مدون بالجريدة الرسمية رقم 7 منذ سنة 1968 وتصنيفه الحقيقي كان من تاريخ .195211/18 هذا الموقع يمثل نواة المدينة الرومانية وهو يحظى بالحماية المدمجة ضمن مخطط التهيئة والتعمير واحتواء الأرض لبلدية سيدي الحسني، فضلا على إلزامية قانونية التي تنص على توقيف أعمال البناء عند تبيان وجود• مركب شاوشاوة أهم معالم الولاية وأكثرها إهمالا يرجع تاريخ حظيرة الخيول بشاوشاوة لولاية تيارت منذ سنة 1874 م وهو معروف حاليا، ليس وطنيا فقط بل عالميا لتخصصه في إنتاج السلالة الأصيلة للفرس العربي، حيث تشكلت الحظيرة منذ 1878 بمجموع 45 نقطة أصلية للسلالات، إذ عرف أول جواد أصيل بتيارت من سنة 1883 م• وبالرجوع إلى التاريخ نجد أن الجنرال الفرنسي لموريسيار هو الذي أحدث أول مزرعة للخيول بمستغانم وكان ذلك بأمر من الجنرال بيجو، الذي أمر بتوسيع هذه التجربة إلى مناطق أخرى، حيث ظهر مركز بوفاريك ومركز لاليق بنواحي مدينة عنابة سنة .1844 مبنى شاوشاوة بحاجة إلى ترميم وإنشاء اسطبلات جديدة تواكب العصر ومتطورة من أجل المضي في إنتاج هذه السلالة الأصيلة، كما أنه بحاجة إلى تثمين الموقع• كل هذه المعالم بولاية تيارت هي مكاسب في الفضاء السياحي ومن شأنها أن تنعش المنطقة في السياحة خاصة زائريها من الدول الأوروبية، لكن تنقصها أشياء عديدة من أجل إرجاع وإحياء هذا التراث المندثر عبر الزمن كالصيانة والترميم، وكذا الإعلام الذي غاب كثيرا للتعريف بمثل هذه المعالم الأثرية المتواجدة بالولاية والتي يجهلها الكثير من الناس، دون نسيان كهوف تاوغزوت والأجدار الرومانية وجبيلات الرصفة كلها معالم عذراء تنتظر الكشف•