فضيحة حقيقية هذه التي فجرتها الزميلة ''الوطن'' في وجه وزيرة الثقافة خليدة تومي خلال المهرجان الافريقي، الذي بدأت تخرج فضائحه إلى العلن، فالوزيرة كانت كل مرة تؤكد للصحافة أن الجزائر ستستقبل رفات لوسي جدة الإنسانية التي ستخرج للمرة الثانية من موطنها اثيوبيا، الأولى إلى أمريكا والثانية هنا إلى الجزائر• والحقيقة مثلما كشفت الصحيفة غير ذلك، فوزيرة الثقافة التي لا أدري كم دفعت إلى المتحف الوطني بادي صبابا، حتى يعيرنا جدتنا ليتعرف عليها أبناؤنا بمناسبة المهرجان الإفريقي، لكي يتصالحوا مع أصولهم الإفريقية، لأن جدة البشرية حسب الحفريات وعلماء الآثار هي إفريقية• لم تجلب لنا جدتنا الحقيقة وإنما نسخة منها فقط، أما الحقيقية فهي موجودة في رحلة بأمريكا تدوم إلى غاية 3102، أي بعبارة أخرى أن أحفاد لوسي الأمريكيين أولى بجدة البشرية لوسي الحقيقية، وما علينا نحن إلا الرضا بالنسخ• كنا سنقبل بالنسخة وعلينا الاختيار أن نذهب أو لا نذهب إلى لقاء جدتنا، وما كنت شخصيا أجبرت بناتي في يوم حار على الذهاب إلى متحف باردو لمشاهدة رفات لوسي، لو أنني كنت أدرك أننا أمام أكذوبة ومهزلة من المهازل المتكررة التي عودتنا عليها وزارة الثقافة في عهد الصديقة خليدة• المؤسف أيضا أن الوزارة تدرك ذلك لكن، فضلت الضحك على ذقن الجزائريين، ربما لتعطي للتظاهرة أهمية ولو عن طريق الكذب، ويبقى من حقنا كمتلقين ومواطنين أن نطالب الوزيرة بالاعتذار للجزائريين على هذه الكذبة المخجلة، فلا أحد أجبرها على استقدام لوسي حتى نجد أنفسنا نتجرع مرة أخرى نفاق الساسة الفاشلين.