تحولت قضية رهبان تيبحيرين إلى قضية عراك سياسي أمني بين الفرنسيين ليس لها أي صدى في الجزائر إلا على صفحات الجرائد! فلم يتحدث أي مسؤول جزائري في الموضوع باستثناء زياري، وقد تم تأنبيه على حشر الأنف في موضوع فرنسي - فرنسي يراد به التأثير على الجدل الدائر في سرايا الحكم العليا بالجزائر حول ملفات مصيرية جزائرية - جزائرية! منها ملفات الاستثمارات الأجنبية في الجزائر·· وملفات علاقات الجزائر بالاتحاد الأوروبي والاتحاد المتوسطي·· والاتحاد المغاربي·· والموقف الجزائري من موضوع التسوية في الشرق الأوسط· الواقع الجزائري يتململ سياسيا واجتماعيا لأن الرئاسيات الأخيرة لم تحسم بعد الجدل القائم بين الجزائريين حول موضوع السلطة! فالفساد السياسي تحول إلى فساد عام يمس كل القطاعات وكل المؤسسات! والحرب السياسية بين الزمر المتصارعة خرجت عن نطاق الصراع السياسي داخل المؤسسات وفي حواشيها إلى مجال حرب الصفقات والصفقات المضادة·· وحرب الملفات والملفات المضادة! حتى بات الاعتقاد السائد أن الصراع الفرنسي - الفرنسي حول ملف الرهبان له علاقة أيضا بالجدل السلطوي الحاصل في الجزائر حول ملفات تقاسم الزمر لكعكة الحكم وكعكة البترول في الجزائر! نعم قد تكون قضية الرهبان المثارة في فرنسا لها علاقة ما بالوضع في الجزائر·· فالغبار الصحفي الذي يثار في الجزائر مقابل السكوت الرسمي عن الأمر، يصب في فرضية أن هناك جهة ما في الجزائر تريد الضغط على جهة أخرى لتحسين وضعها في معركة تقاسم المنافع المتصلة بالسلطة! ولا شيء غير ذلك! وقد يغلق الملف في فرنسا أيضا عندما يتم التصالح على المصالح بين الزمر الفرنسية أولا، ثم الزمر الجزائرية! وبعدها التصالح بين الدولتين! هذا هو المشكل ولا شيء غيره.