في هذا السياق التاريخي لا ننسى أدوار الاستعمار والإمبريالية، الأنظمة الطبقية اليمينية العربية، الأحزاب اليمينية والظلامية العربية في محاصرة وتطويق قوى التقدم واليسار والليبرالية الحديثة، وتجنيد قوى التخلف والقدرية وطوفان المال السياسي والإعلامي اليميني ضد قوى التقدم في الجامعة، النقابة، تحريم الحياة الحزبية ومحاولات تخريبها حتى يوم الناس هذا في المدينة والريف، مصادرة الثقافة اليسارية الديمقراطية، وأشعلت دوامة الثقافة القدرية والتكفيرية والقرون الوسطى •••، وحرب ''الفتاوى'' و''القتل'' و''التحريم'' في شؤون الفكر والأدب نثراً وشعراً، ومصادرة الكتاب والنشر، وإرهاب اغتيال عديد المفكرين، والمثقفين في لبنان، مصر، العراق، اليمن وبلدان أخرى، حتى وصل السكين إلى رقبة الأديب الروائي العالمي نجيب محفوظ حامل جائزة نوبل للآداب، والتكفير إلى الشاعر الكبير نزار قباني، وشاعر فلسطين العربي والعالمي الكبير محمود درويش •••، وإطلاق يد عصابات التكفير والظلام، وحجر العقل في الجامعات، في المواقع العمالية في المدينة والريف منذ مطلع سبعينيات القرن العشرين حتى يوم الناس هذا؛ مطلع القرن الواحد والعشرين، وبالتنسيق والتعاون والتسهيلات مع الأجهزة والأدوات الأمنية البوليسية للدولة والسلطة اليمينية على الأرض العربية والفلسطينية، وبكل وسائل التطويق والقمع لقوى حرية العقل والتقدم في صفوف اليسار والاتجاه الليبرالي بكل تياراته الفكرية والنضالية، الحزبية والنقابية، في المؤسسات الفكرية والثقافية والإعلامية ••• الخ• إنه ''التحالف غير المقدّس'' بين اليمين السلطوي واليمين الديني المذهبي السياسي، وما جرّه ويجره على شعوبنا وعلى الأوطان من كوارث وتراجعات وانقسامات غارقة بدماء وأشلاء الضحايا أطفالاً، شباباً، نساءً، وشيوخاً• إن التأمل العميق في الأحوال العربية المعاصرة، يعني مباشرة إدراك أزمة النّخب والمجتمعات قل الجماهير معاً• كلاهما يفتقد إلى مؤشرات قياس التقدم وتجلياته في ''تحرير العقل'' لا تحريمه ''بالنقل''، وفتح المجال الديمقراطي، أما النتيجة فهي أنه لا يمكن إنتاج وإنجاز الانفتاح.