اليسار قوة التغيير والتقدم إلى أمام في تاريخ البشر وفي تاريخ عالمنا المعاصر، يطرق برامج وحلول جديدة غير مسبوقة، وعليه فاليسار جامعة الاجتهاد والبحث والحوار العلمي النقدي• اليمين يقف على الضفة الأخرى حيث السياسة المحافظة والحلول المتوارثة الكلاسيكية في شؤون الحياة والمجتمع• تعبير اليمين واليسار نتاج الثورات البورجوازية الأوروبية للخلاص من الأنظمة الإقطاعية، ولادة الاصطفاف بدأت في مجلس العموم البريطاني في القرن الثامن عشر، حيث يجلس المحافظين على القديم على اليمين، ودعاة الإصلاح والتغيير على اليسار، أخذت الثورة البورجوازية الفرنسية بذات الاتجاه بين دعاة القديم (يمين) ودعاة التغيير (يسار)، وانتشر عالمياً في الحضارة الكونية المعاصرة• قوة اليسار وفعاليته الحاضرة والمستقبلية، هي في قدرة الأمم على صياغة مستقبلها، أي توفير سياسات بديلة، مثلما حدث في الثورة الفرنسية عام 1798 (حرية، إخاء، مساواة)، في ثورة أكتوبر الاشتراكية السوفييتية ,1917 ثورة التحرر الوطني والثورة الوطنية الديمقراطية بآفاق إشتراكية في الصين بخصوصيات صينية، ثورة فيتنام••، وكما حدث في كوبا، ويحدث الآن في أمريكا اللاتينية في مواجهة التفتيت ومشاريع النيوليبرالية (وصفات البنك الدولي) والهيمنة الإمبريالية• في مواجهة محاولات خلقها لمشاكل خطيرة في نظريتها ''حول الفوضى البناءة'' تتعلق بالهوية والإثنية والتعصب الديني، حين تستخدمها لتحقيق أهدافها، فما يواجهها هو الديمقراطية ودولة القانون والإنسان الواحد أي الشعب الموحد، وكل هذا رهن بصد العدوان وأولويات شروطه• وهي دروس من الماضي القريب في مسار حركة التحرر والتقدم العربية ••• ثورة 23 يوليو ,1952 حروب الاستقلال في المشرق والمغرب العربي، ثورة الجزائر، الثورة في شمال وجنوب اليمن، الثورة الفلسطينية المعاصرة، التطورات الديمقراطية الليبرالية في لبنان •••، إنجازات وتحولات طبقية اجتماعية كبرى، تراجعات وأخطاء كبرى، غياب الديمقراطية التعددية وحقوق الإنسان الفكرية والثقافية، ضعف وتراجع معركة تحرير العقل، انقلابات مضادة إلى الوراء إلى اليمين وتغول الأنظمة الطبقية السلطوية، و''زواج المتعة'' بين السلطة والمال، حروب أهلية في غير بلد عربي، حروب استعمارية إمبريالية وإسرائيلية صهيونية للهيمنة والتوسع، هذه عوامل محلية داخلية وخارجية كثيرة أغلقت الطرق على انتصارات استراتيجية نبني عليها تطلعات الغد، فالشعوب الموحدة تحت سقف الديمقراطية التعددية والآفاق التقدمية الحديثة؛ تستطيع الصمود والانتصار و العودة إلى منهج الينابيع الإنسانية و هي يسارية و تقدمية بالتأكيد تدفع نحو التجديد الإنساني منذ بدء الخليفة حتى يومنا هذا إنها قوى التغيير و الإصلاح و الانفتاح في مسار تاريخ البشرية.