ما يزال حي ''القيصرية'' التجاري يحافظ على طابعه، بقلب مدينة تلمسان، هذا الحي الذي يساهم في الحركة الاقتصادية بالولاية، يعود إلى القرون الوسطى، أين كانت تمثل تلمسان مفترق الطرق للتجارة الدولية في حوض البحر المتوسط، بالرغم من فتح العديد من المحلات التجارية الكبيرة عبر المدينة، إلا أن القيصرية ظل يحافظ على طابعه التجاري، يقصده نساء تلمسان، ويترددن على محلاته الضيقة، وهذا بسبب تنوع الاختيار وحسن معاملة أصحاب المحلات للزبائن، حسب ما أكده العديد منهن• فإذا دخلت هذا الحي التجاري رأيت حركة غير عادية، ونشاطا مكثّفا لمرتاديه، خاصة في فصل الصيف، موسم الأعراس والحفلات، ويقوم أصحاب المحلات بعرض السلع والبضائع بطريقة متراصة لافتة لأنظار الزبائن، أفرادا وعائلات، فالملابس التلمسانية من النوعية الرفيعة، كالقفطان المزيّن بالخيوط الذهبية ما بين فتلة ومجبود، بسعر 60 إلى 100 ألف دينار، في حين يصل سعر الكاراكو إلى 50 ألف دينار، والفوقية ذات الأصول المغربية مابين 20 و30 ألف دينار، وقد أصبح هذا اللباس هو ميزة الفتيات التلمسانيات، هذا إضافة إلى ألبسة رجالية وأخرى للأطفال تعرض بالقيصرية• يعود إنشاء هذا الحي التجاري إلى الفترة الزيانية، حيث يتشكل من سور بفتحات وبابين، زالا الآن، ويتربع على خمسة هكتارات، وقد تعرض هذا الحي التجاري في فترة الاستعمار الفرنسي إلى التدمير وإزالة الكثير من معالمه التي كانت تحافظ على الحضارة العربية والإسلامية، مما جعل عدد التجار والحرفيين به يتقلص بعدما كان يشتغل به ما يفوق ال 200 تاجر وحرفي•