حذّرت دراسة حديثة من اندلاع حرب عالمية جديدة بسبب الصراعات الدولية على مصادر الغذاء والطاقة وإنتاج الوقود الحيوي والديازل الحيوي باستخدام المحاصيل الغذائية، ونبهت الدراسة إلى استخدام 140 مليون طن من الذرة وهو ما يعادل ثلث الإنتاج العالمي من هذا المحصول حالياً في إنتاج الإيثانول الحيوي، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة تخطط لإنتاج 35 مليار جاون إيثانول خلال السنوات العشر المقبلة• وحذّرت نفس الدراسة من أن الاستمرار في هذا التوجه يمثل تحدياً خطيراً يواجه شعوب العالم، خاصة النامية ومن بينها الجزائر ومصر التي تعتمد على استيراد نحو نصف غذائها من الخارج، كما أن الدول الكبرى وجدت ضالتها في الوقود الحيوي وهو الإيثانول الحيوي، الذي يمكن الحصول عليه من محاصيل الحبوب والبذور النشوية القمح والذرة والأرز وبعض الدرنات والجذور عن طريق تقنيات سهلة في مجال البيو- تكنولوجى• وكشفت الدراسة عن أن البحوث التي تتبناها الدول الكبرى تركز في الوقت الحالي على إنتاج الديازل الحيوي، الذي يتم إنتاجه باستخدام بعض أنواع زيوت الطعام لتشغيل محركات السيارات كبديل للبنزين كزيت النخيل وزيت فول الصويا• وعلى صعيد آخر، فقد شهد افتتاح أعمال قمة الغذاء العالمية في روما التي انعقدت في شهر جويلية الماضي انتقادات لمسألة الدعم المقدم لعمليات إنتاج الوقود الحيوي في الوقت الذي تتخذ فيه دول في مقدمتها الولاياتالمتحدة والبرازيل والاتحاد الأوروبي مواقف دفاعية لتبرير سياساتها الرامية للتوسع في إيجاد مصادر بديلة للطاقة• وأشار مدير عام منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ''الفاو'' جاك ضيوف إلى أن أزمة انعدام الأمن الغذائي التي يواجهها العالم تعتبر مشكلة سياسية، وقال ''إن لا أحد يفهم كيف كان لإنفاق ما بين 11 و12 مليار دولار سنوياً على الدعم وفرض السياسات الحمائية تأثيره في تحويل نحو مليون طن من الحبوب والمحاصيل الزراعية والمخصصة كغذاء لسكان العالم وذلك للاستخدام في إنتاج الوقود الحيوي''•