دعا الأمين العام للأمم المتحدة "بان كى مون" إلى إجراء مراجعة شاملة في سياسة زيادة الاعتماد على الوقود الحيوي بسبب ما أدت إليه من أزمة أسعار الأغذية عالميا و هو ما بات يهدد الاستقرار العالمي. و أضاف "بان كي مون" أن هناك قلق متزايد إزاء التخصيص المتزايد للأراضي الزراعية لأغراض إنتاج الوقود العضوي، و قال أن الأمر لا يتعلق بإدانة سعي العالم لإيجاد مصادر طاقة بديلة بما في ذلك الوقود العضوي ولكن برؤية شاملة للأزمة تأخذ في اعتبارها كل الجوانب. وساهم الإقبال على الوقود الحيوي في حدوث طفرة في أسعار المواد الغذائية ولا سيما في ظل اتجاه المزارعين داخل الولاياتالمتحدة لاستبدال إنتاج القمح بالذرة التي تحول إلى "الإيثانول". و أدى الارتفاع الفاحش في أسعار بعض المحاصيل الزراعية إلى مستويات قياسية إلى خلق أوضاع انفجارية باتت تهدد الاستقرار الاجتماعي في كثير من البلدان لا سيما التي تلك التي لا يمكنها تمويل سياسة حماية اجتماعية للحفاظ على الاستقرار الداخلي. و يأتي موقف بان كي مون في سياق توالي المواقف المحذرة من سياسات الدول الصناعية الساعية إلى رفع نسبة الاعتماد على الوقود العضوي لا سيما الإتحاد الأوروبي الذي يريد رفع هذه النسبة إلى 10 بالمئة من استهلاك الطاقة في البلدان الأعضاء في المدى المنظور، وأوضح أنه يخاف من أن يؤدي الإقبال على الوقود الحيوي إلى مزيد من المجاعة في العالم، وكان الإتحاد الأوروبي الذي أعلن في بداية العام الجاري عن سياسة طاقوية جديدة سيزيد فيها الاعتماد على الوقود العضوي أكد منذ شهر بأنه من الضروري العدول عن هذا التوجه، وفي هذا الصدد أقر المفوض الأوروبي للشؤون البيئية "ستافروس ديماس" بأن الاتحاد الأوروبي لم يتوقع المشاكل التي يمكن أن تتسبب فيها سياسته الهادفة إلى تخصيص نسبة 10 في المائة من وقود السيارات للوقود الحيوي المستخرج من النبات، وتشير التقارير أنه ومنذ تقرير منظمة الأغذية والزراعة في أفريل 2006 فإن عشرات الآلاف من المزارعين تحولوا من إنتاج المحاصيل الزراعية الغذائية إلى إنتاج المواد الموجهة لإنتاج الوقود العضوي في غمرة السعي الأمريكي لخفض الاعتماد على النفط المستورد وما صاحب هذه السياسة من اعتماد الإعانات والتزام الاتحاد الأوروبي لزيادة استخدام الوقود الحيوي "لمواجهة تغير المناخ"، ووصلت المساحات التي تحولت من إنتاج الأعلاف والحبوب لا سيما القمح والذرة إلى الوقود العضوي في الولاياتالمتحدة وحدها ثمانية ملايين هكتار.