وأوضح الخبير ورئيس جمعية ''أباك'' لترقية الجودة في البحر المتوسط، حسني توفيق، أن إنتاج مادتي ''الإيثانول'' و''الديازل'' التي تستخلص من القصب السكري البرازيلي، والذرة المكسيكية، والقمح الأمريكي، يتم إضافتها بنسبة 10 بالمئة للبنزين في عمليات تزويد السيارات بالوقود دون أي تغيير تقني في المحرك، وأعطت النتائج الأولى لاستخدام المادتين، نتائج بيئية فعّالة رغم أنها تساهم أيضا في تلويث الجوّ، حسب دراسات خبراء الدول المستخدمة لها، وتُقلص في المقابل إنتاج الغذاء العالمي، وذلك ما ساهم في خلق الأزمة الغذائية مؤخرا، والتي أثقلت كاهل الدولة الجزائرية إثر ارتفاع فاتورة الاستيراد نحو 40 مليار دولار، مما يهدد أمن الغذاء المحلي خارجيا، لنقص الإنتاج العالمي الخام في أهم المواد التي تستوردها الجزائر• ومن الدول التي انطلقت في إنتاج المادتين الحيويتين، البرازيل، المكسيك، والولايات المتحدةالأمريكية وكذا كندا، وبالتالي يقول المستشار، حسني توفيق، في تصريحه ل''الفجر'' أمس، إن الجزائر أمام خطر اقتصادي يهدد أمنها الغذائي، يتطلب تحركا تنمويا بديلا خارج المحروقات يدعم المشاريع التي أطلقتها الدولة مؤخرا، حيث ينتظر أن يتم إنتاج الطاقة الشمسية بداية العام القادم بحاسي الرمل، كخطوة أولية تتخطى بها الجزائر التهديد الخارجي، خصوصا وأنها تملك ثروة في الطاقات المتجددة تنتظر الاستغلال لمواكبة توجه العالم نحو الطاقات البيئية• التكنولوجيا الصناعية الجزائرية منتهية الصلاحية قال الخبير حسني توفيق إن الصناعات الجزائرية تعتمد على تكنولوجيا منتهية الصلاحية قريبا، حيث لا تتجاوز 10 سنوات، بعد أن تغيرت تقنيات التصنيع عالميا نحو استعمال الطاقة الكهربائية والشمسية، وتعد خطة أوباما الأمريكية لتجاوز استعمال المحروقات خلال 2020 خير دليل على ذلك، وستكون السيارات القادمة إلى عالم النقل بيئية، والجزائر لم تتحرك بعد لتغيير مجالها الصناعي الملوث جويا وانتهاز فرصة ''الوفرة المالية'' لتجسيد الرهان العالمي خارج المحروقات، نظرا لوجود الإمكانيات الطبيعية لإنتاج الكهرباء والطاقة الشمسية لتسيير اقتصاد بيئي تضاهي به الجزائر الدول الصناعية وتصبح مصدّرا لها بعد انقضاء مرحلة البترول، فيما يتوقع ذات المتحدث تراجع إنتاج مادتي ''الإيثانول'' و''الديازل''، كون عملية الإنتاج تعتمد على كميات كبيرة من المياه، ومع تراجع منسوب المياه عالميا ونظرا لاكتشاف تلويث جوي لدى استخدام المادتين في وقود السيارات، فإن الدول المنتجة قد اختارت صناعة سيارات كهربائية وأخرى بمحركات الطاقة الشمسية، لإدخال قطاع النقل في مجال الطاقات البيئية، في انتظار أن تعمّم التكنولوجيا على المصانع الكبرى وتسيير المصفاة الهوائية بطرق آلية، تُعيد استهلاك الملوثات التي تفرزها لاقتصاد كميات أخرى من الطاقة المنتجة• اختلال توازن الإنتاج الغذائي يهدد الجزائر ستكون الجزائر، وبعد تقليص الحجم الإجمالي لإنتاج الغذاء عالميا، ضحية اختلال معادلة التوازن الإنتاجي، يقول محدثنا، حيث سيؤدي تراجع الإنتاج الغذائي إلى إحداث أزمة عالمية، مثلما حدث مؤخرا بسبب ارتفاع أسعار البترول وانطلاق عملية استخدام ''الإيثانول'' و''الديازل'' في تزويد المركبات بدل الوقود، تخفيضا لتكاليف المحروقات التي خلّفتها موجة الأسعار الملتهبة في الصائفة الماضية، كخطوة أولية تسبق التوجه الجديد نحو الطاقات المتجددة، وصناعة المركبات على حساب مقاسات محركات الطاقة الشمسية والكهربائية• وقد سجلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعا على حساب القدرة الشرائية الجزائرية، مما يستدعي دراسات اقتصادية وطنية تقوم على قراءة الاختلال الإنتاجي العالمي، وتُعِد استراتيجية تنموية تقوم على مؤشرات القدرات الطبيعية التي تمتلكها الجزائر في مجال الطاقات المتجددة، وتحاول جسّ النبض على كل التغيرات الاقتصادية، قصد تجاوز التهديد الخارجي الذي يمسّ الأمن الغذائي المحلي، خصوصا وأن سلاح الغذاء قد يحدث حربا عالمية عواقبها تتعدى عواقب الحرب الباردة على الدول النامية التي منها الجزائر•