خطر داهم يجتاح الدول الفقيرة نتيجة ارتفاع الأسعار الجنوني للحبوب، وذلك بسبب تحويل المواد الغذائية الاساسية لدى الدول المصدرة الى وقود حيوي.. * وتفيد التقارير انه خلال 15 سنة القادمة من المتوقع تحويل كل المحاصيل الزراعية التي يتم تصديرها لدول الجنوب إلي طاقة، كما أكد برنامج الغذاء العالمي أن 100 مليون شخص في العالم لم يكونوا بحاجة للمساعدات الغذائية أصبحوا الآن غير قادرين على شراء المواد الغذائية وأن هناك 25 ألف شخص يموتون يوميا بسبب سوء التغذية. * ان تحويل المنتوج الزراعي من الحبوب الى وقود حيوي على نطاق أخذ في التوسع يهدد بشكل أساسي الامن الغذائي للدول العربية ودول الجنوب، وبالفعل عندما شح المعروض من المواد الغذائية الاساسية ارتفعت أسعار الغذاء بمقدار الثلث، وفي المقابل انخفضت مستويات المعيشة بنسبة 3 % في الدول الغنية وبنسبة 20 % في الدول النامية، وفي العام الماضي ارتفع المؤشر الدولي لأسعار المواد الغذائية بنسبة 33.7 % وهو الارتفاع الأعلى في التاريخ، كما أنفقت الدول النامية، وفقا لاحصاءات البنك الدولي، ما يقارب 50 مليار دولار على وارداتها من الحبوب. * ان الموضوع لن يتوقف عند حدود ماهو قائم اليوم، اذ تفيد الدراسات والتقارير المختصة ان عملية التحويل تسير بوتيرة تصاعدية في العالم بلغت 2.1 مليون طن عام 2002، وارتفعت لتصل إلى 5.9 مليون طن عام 2005 ووصلت إلى 15 مليون طن العام الماضي، وهناك أكثر من 100 مشروع في العالم لإنتاج الوقود الحيوي، ما سيؤدي إلي إضافة نحو 8 إلى 10 ملايين طن إضافي من الوقود الحيوي ومليون طن من الجلسرين سنويا. * وإلى جانب ذلك، فإن كلا من البرازيل وماليزيا والصين ستشهد بدء إنشاء مزيد من المشروعات الخاصة بإنتاج الوقود الحيوي بتكاليف منخفضة والمواد الخام الرئيسية المستخدمة في إنتاج الطاقة الحيوية هي زيت فول الصويا وزيت الذرة في الولاياتالمتحدة وزيوت اللفت ودوار الشمس والصويا والنخيل في أوروبا وزيت فول الصويا وزيت النخيل في البرازيل وزيت النخيل في ماليزيا وإنتاج الوقود الحيوي سينعكس سلبيا على مدى توافر الطاقات الإنتاجية من هذه الزيوت اللازمة. * وسيلحق الضرر باقتصاديات الدول العربية ومجتمعاتها بشكل مباشر، ولنضرب مثالا على ذلك ما يحصل في مصر وهي أكبر دول العرب، فإنها تسجل احتياجات مهولة من الخارج، فهي تستورد أكثر من 90 % من احتياجاتها من زيوت الطعام و80 % من احتياجاتها من الذرة و50 % من احتياجاتها من القمح والدقيق و50 % من احتياجاتها من الفول و33 % من احتياجاتها من السكر و98 % من احتياجاتها من العدس. * إن إسراع الحكومات العربية لاستدراك هذه المعضلة الخطيرة يعني تبني استراتيجيات قصيرة المدى تحقق الأمن الغذائي العربي، والا فكما يقول الشاعر من لم يمت بالسيف مات بغيره.