تعرف السوق الموازية، في مادة الذهب، انتعاشا قياسيا هذه الأيام، بعد تزايد المتوافدين عليها، ودخول العملة الصعبة سوق المنافسة لاقتناء المجوهرات ومختلف أنواع الصياغة، حيث يُعرف ذهب الجزائر عالميا بجودته، مما فتح أبواب تهريبه خارج الوطن لاسيما نحو دبي بالإمارات العربية، المنطقة الحرة التي تجلب عملات الأورو والدولار للجزائرين• أقرّ باعة الذهب الجزائري ذات الجودة العالمية، بتهريبه خارج الوطن بغرض جلب العملة الصعبة التي تزيد من حجم الأعمال، حيث يسجل بارونات الذهب أرقاما تجارية تفوق الملايير من الدينارات سنويا، ولدى نزول ''الفجر'' إلى الأسواق الموازية المنتشرة عبر أحياء العاصمة، أمس، لمسنا توافدا غير مسبوق، حسبما أكده لنا الباعة، بعد أن دخل السوّاح الأجانب في سباق اقتناء المجوهرات من أنواع الصياغة المعروضة للبيع، خصوصا وأن أسعار الغرام من الذهب لا تتعدى 2300 دينار، لكن من دون خاتم الضمان الذي يزيد من سعر الغرام عند باعة المجوهرات النظاميين بين 3000 إلى 4000 دينار، حسب درجة نقاء وصفاء المادة ونوعية الذهب المرقم بدرجات الجودة• ويرجع باعة الذهب الذين يملكون سجلات تجارية قانونية اشتعال لهيب الأسعار إلى ظاهرة التهريب، لاسيما نحو دبي بالإمارات العربية، نظرا لطابعها التجاري العالمي، بغية ربح أموال تعدّ بالعملة الصعبة، خصوصا بعد أن سجلت عملة الدينار تراجعا في أسواق تحويلات العملات، في حين تصل مداخيل الباعة اليوميين بالأسواق الموازية نحو 5 ملايين سنتيم في المتوسط، خلال هذه الأيام، بعد تزايد إقبال المواطنين، المتزامن مع موسم الأعراس وتواجد المهاجرين والأجانب الذين يدرسون أسعار السوق الجزائرية بغرض الاستثمار في المجال ولو بطرق إلتوائية، ويطرح تجار المصوغات القانونين تساؤلات حول غياب الرقابة على الأسواق وكذا الشأن بالنسبة لبعض التجار أصحاب السجلات التجارية، والممارسين لنشاطهم بطرق غير قانوينة في عمليات البيع وتهريب الذهب دون خاتم الضمان مع إدراج مواد أخرى وشوائب يتم بيعها ضمن المجوهرات التي يقتنيها المواطن يوميا• ولا تزال بورصة السوق الموازية تسجل انتعاشا في العملات الأجنبية• وإلى جانب الدولار والأورو، نجد اليوان الصيني المولود الجديد الذي نمت أسعاره بعد أن دخل ضمن قائمة العملات التي تستثمر في ذهب الجزائر، مستغلين تراجع قيمة الدينار بحوالي 15 بالمائة مؤخرا، لإلهام الجزائريين بالثروة التي تجلبها العملة الصعبة لقاء نهب واستغلال الذهب المحلي، وتحويله خارج الوطن، ثم إعادة بيعه في شكل مصوغات تحمل علامات أجنبية وبأسعار خيالية، نظرا لكون الجزائريين مهوسين بالماركة الأجنبية•